أكثر من أربع سنوات مرت على مصر تحت يد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كانت مليئه بالوعود الكاذبة والمشاريع الوهمية، التي يعرضها السيسي على المصريين تحت مسمى "إنجازات".

أربع أعوام كاملة ، كانو أحد أسوأ الأعوام على كل الأصعدة، وسط تطبيل الأذرع الإعلامية للانقلاب وتروجيها لـ"إنجازات وهمية" تغيب الشعب المصري عن الواقع المرير الذي باتت عليه أرض الكنانة.

فبعد أن أوهمت سلطات الانقلاب المصريين البسطاء باختراعها لجهاز "الكفتة" لعلاجهم من فيروس سي والإيدز، ما تسبب في كارثة جعلت الكثيرون يتوقفون عن تناول الأدوية، إلى مشاهد توضح فخر وسعادة قائد الانقلاب باختراع الشباب لـ"روبوت راقص" يتضح بعد ذلك أنه اختراع كوري تم شراؤه لخداع المصريين.

فنكوش الروبوت الراقص

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يَظهر فيه عبدالفتاح السيسي وهو يشاهد روبوت راقصًا، خلال حفل تخريج المشاركين في مبادرة قائد الانقلاب لرواد التكنولوجيا للاتصالات.

الروبوت الذي رقص أمام السيسي على أنغام Gangnam Style، تم تقديمه على أنه أحد ابتكارات خريجي المبادرة، إلا أن الكثير شكَّكوا في أن يكون هذا الروبوت من صناعة الطلبة.

وكتب شخص يُدعى عمرو ريفو -عبر صفحته على فيس بوك- أن الروبوت الذي ظهر في فيديو السيسي يُباع على موقع Robot Shop، ويبلغ سعره 1200 دولار، إلا أن الطلبة قاموا بتغيير غطاء الوجه والصدر ليبدو مختلفًا.

وبالبحث عن هذا الروبوت على الإنترنت، تبيَّن أن الروبوت المذكور في المنشور، مُصنَّع مِن قِبل شركة ROBOTIS الكورية لأغراض تعليمية.

ونشر ريفو -الذي تم مشاركة منشوره أكثر من أربع آلاف مرة- فيديو يعود لعام 2014، لروبوت يشبه ذلك الذي ظهر في المؤتمر وهو يرقص على الأغنية نفسها.

وظهر الروبوت أولًا خلال فيديو تسجيلي عرض في المؤتمر، حيث ادَّعى أحد الطلبة أنهم صنعوه وحصلوا على جوائز بفضله، ويستطيع الروبوت الرقص والقيام بتمارين الضغط، بجانب بعض الحركات الأخرى.

كما ظهر الروبوت مرة أخرى أمام السيسي، عندما قام بجولة تفقُّدية لمعرض يضمُّ منجزات الطلبة، حيث ظهر شابان صغيران وهما يوضحان إمكانات بعض الروبوتات، من ضمنها هذا الروبوت الراقص.

جهاز كفتة جديد 

يبدو أن كذبة "اختراع الروبوت" هي حلقة جديدة من مسلسل خداع المصريين للحديث عن الإنجازات الزائفة، وهو المسلسل الذي بدأ العسكر حلقته الأولى من خلال " جهاز الكفتة".

حيث تبنت المؤسسة العسكرية المصرية، عقب الانقلاب جهاز فاشل ادعى صاحبه أنه يستطيع القضاء على الفيروسات وتحويلها إلى "صباع كفتة" يتغذى عليه المريض. 

"أنا رائد الطب الكوني"، هكذا قالها وبكل ثقة، الطبيب اللواء إبراهيم عبد العاطي، المعروف بـ"عبد العاطي كفتة"، صاحب جهاز علاج الفيروسات وتحويلها لكفتة، الذي أعلنت عنه القوات المسلحة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يره مواطن أو مريض من وقتها.

وأكثر ما لفت النظر في هذا الأمر ثقة القوات المسلحة اللانهائية فيه وفي جهازه، وكان عبد العاطي أعلن في فبراير 2014 أن جهازه -وهو وعاء حديدي- سيقضي على اثنين من أكثر الأمراض فتكًا بالعالم "فيروس سي والإيدز" ، وذلك في ذروة اندفاعإعلامي نحو تمجيد الجيش المصري عقب الانقلاب.

ويقوم الجهاز بعمله -وفق عبد العاطي- عن طريق أخذ الإيدز من المريض و"إعطائه صباع كفتة منه لتغذيته به"، ولكن لم يتحقق أي شيء مما أعلن عنه، مما شكل صدمة كبيرة لعشرات الآلاف ممن يعانون من المرض.

وفي يونيو 2015، وهو موعد تشغيل الجهاز، أُعلن عن إرجاء العمل به لستة أشهر، وسط أصوات تعالت لتهاجم عبد العاطي وتتهمه بالنصب والجهل وخداع الشعب، وشاركت في ذلك قنوات تلفزة روجت له لتلميع سلطات الانقلاب.