قبل أن تكتب
أرجوك انتظر وفكر قليلا
ضع هدفك وغايتك أمامك
فكر فى تأثير ما تكتب على الآخرين وعلى قضيتك ومن تحبهم ويحبونك ومن تبغضهم ويبغضونك وكل المحيطين بك .
فكر فى تأثيره على إخوان لك في السجون قد تكون كلمتك هذه التي لا تلقى لها بالا تفشى سرا لأحدهم أو لهم جميعا
أو تكرس مفهوما ما لدى أجهزة الأمن أو تكون خيطا للوصول إلى ما يريدون وإثبات ما لا يستطيعون فتتسبب في تعذيب إخوانك أو تأخر فكرتك فتضر من تحبهم بدلا من أن تفيدهم لمجرد شهوة الكلام فى نفسك
انتظر وفكر فى تأثير كلامك على إخوانك المتواجدين بين الناس في الشارع والمجتمع
وكيف يكون وقع كلامك أحيانا وأنت البعيد في منفاك أو مهجرك إن كنت مهاجرا فتتكلم كما تشاء وعلى من تشاء فتسبب لهم حرجا أو توقعهم في مشكلة ويتحملون مسئوليات هم في غنى عنها فى ظل مجتمع متربص وألسنة حداد عليهم .
فكر في تأثير ما تكتب على أولادك إن كان لك أولاد . كيف يصدر كلام كهذا من أبيهم . حافظ على مكانتك في نفوسهم وتوقع أسئلتهم لك بشأن ما تكتب وإن لم يسألوا . انتقى ألفاظك من أجلهم واغرس قيمك الجيدة ومفاهيمك المفيدة كأنك تغرسها فيهم وتقولها لهم . فغالبا سيقرءون ما تكتب يوما ويخفون فى أنفسهم من التساؤلات ما لا يبدون لك .
فكر فى تأثير كلامك على زوجتك إن كان الله قد أكرمك بزوجة . تمهل قليلا وخاصة فى الحديث حول النساء أو الزواج الثاني أو مقاييس الجمال . فلربما تظن أنت أن كلامك هذا مجرد ترفيه عن النفس أو نقل عن الآخرين أو مزاح لا يضر لكنه قد يسبب لها ألما أو حرجا أو شرخا فى النفس قد يصعب علاجه . بل وفكر وفكري فى مجرد ضغط زر الإعجاب لأحد ما بشكل مبالغ فيه أو التعليق بمناسبة ودون مناسبة وبكلام يحتمل أوجه .
فكر قبل أن تكتب فيمن يقتدون بك . انتقى لهم ألفاظك واختر لهم ما يحبون سماعه منك فالفيسبوك ليس غرفة نوم تقول فيها ما تريد ولا غرفة مغلقة تتحدث فيها ولا يسمعك أحد .
فكر فى أهدافك . هل يصب كلامك فى الهدف ؟
هل تقترب منه أو تبتعد . فإن كنت تدرى فتوجه نحو الهدف وإن كنت لا تعلم فالصمت أولى كما نصحنا النبي .
فكر فى المترصدين لك ولدعوتك . كيف سيستقبلون الكلام وكيف يستطيعون توجيهه لخدمة أغراضهم الدنيئة ونفوسهم الخبيثة ويستخدمونه للتدليل على ما لا تقصد ولا تتوقع .
فكر في هؤلاء الناس الذين خدعهم الإعلام وغسل أدمغتهم وصورك لهم العدو الأثيم . كيف تستطيع الوصول لعقولهم وقلوبهم بدلا من وصفهم كل مرة بالمغيبين والمعتوهين .
وإن كنت صاحب دعوة فلست حرا في إظهار كل مشاعرك ولا إبداء فرحك وغضبك كيفما شئت ولا كتابة كل ما تعرف . أصحاب الدعوات لا يملكون هذا الترف الذي يملكه بقية الناس .
ولقد كان النبي يبش فى وجوه أقوام وقلبه يلعنهم .
وأخيرا والأهم وللجميع فكر وراجع ما تكتب وتقول فهناك ملكان يكتبان ويسجلان والكتابة كلام يكتبه الملائكة فاحذر من فحش الكلام والكذب والظن وشهادة الزور والفتنة بين الناس .
أضف تعليقك