فى عشة شرقية عالية السياج
وخلف باب مغلق ومحكم الرتاج
كانت تعيش فى نعيم أمة الدجاج
فى فيض رزق غدق وظل أمن ساج
سمينة معجبة بشحمها الرجراج
لاهية إلا عن الطعام والزواج
والبيض والفقس والانبساط والمزاج
شعب يقضى العمر في أنس وفى ابتهاج
خلف زعامات له منفوخة الأوداج
من كل ديك عرفه يزرى بألف تاج
يصيح فيهم بمثل خطبة الحجاج
وينطق الزور بلا خوف ولا إحراج
فتزدهي الديوك فى عالية الأبراج
كأنه من زهوها الكباش في النعاج
وداهمتها عِرْسة فى ذات ليل داج
مطفئة منهن نار جوعها المهتاج
ما خطفت واحدة فالقوم في انزعاج
راثين صداحين بالأشعار والأهزاج
باكين صياحين بالشكوى والاحتجاج
وركزوا اهتمامهم بالقفل والمزلاج
فعادت العرسة من صدع لدى الزجاج
فقام منها واحد فى مثل لون العاج
يقول إن داءنا ليس بلا علاج
إن البكاء والصراخ جهد بلا إنتاج
لدى حل أنا فيه للخلاص راج
إن عادت العرسة تجبى باقي الخراج
ثرنا جميعا ثورة كهادر الأمواج
نوسعها نقرا كسخ المطر السجاج
ونقذف العينين بالتراب والعجاج
فألف منقار على رأس ولو من صاج
كفيلة ترديه بالنزف والارتجاج
صاحت به ديوكها من سائر الفجاج
ما هذه الطلاسم السوداء والأحاجي
أنت السفيه الخائن المولع باللجاج
لسنا إلى رأيك يا سفيه باحتياج
لو كنت منا ما جهلت شيمة الدجاج
ليس الشجاع عادة من قومه بناج
وقد يكون الصدق سلعة بلا رواج
جزاؤه وقع العصا ولسعة الكرباج
والعمر فى غياهب السجن بلا إخراج
الموت للمخلص والإطفاء للسراج
تكررت بين الدجاج قصة الحلاج
أضف تعليقك