في الوقت الذي لا يستطيع فيه ثلاثة أرباع الشعب المصري الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ووقوف الشعب أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب السيسي ووزراؤه وبرلمانه وحتى الإعلام، يطالع المصري شاشات الفضائيات ليرى كل رموز الانقلاب وهم يرتعون في الثراء والبذخ والاحتفالات من خلال ما يسمى "المنتدى العالمي للشباب بشرم الشيخ".
وفي خطابات كثيرة وبشكل مُعتاد، يُطالب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، المواطنين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها على حد زعمه، وكانت أبرز تلك التصريحات عندما قال: "إحنا فقراء أوي، محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء»، ومن قبل ضرب السيسي بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات "ومحدش سمع صوتي" على حد تعبيره.
منين وبكام
في أحد تصرحاته بمنتداه العالمي، قال قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إن التناول المسيىء للقضايا يضرها، ولا يفيدها، مضيفًا: "إحنا لازم نوفر سبل معيشة لـ 100 مليون نسمة.. كل مواطن عايز يحط بنزين في عربيته ويمشي، واحتياجات طعام وشراب، منين وبكام".
وزعم "السيسي"، خلال جلسة "تحديات وقضايا تواجه شباب العالم" بالمنتدى، إلى أن إمكانيات مصر لا تساعد على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن.
إذًا على المواطن المصري أن يتقشّف رُغمًا عنه، وفي المقابل يشاهد رموز الانقلاب وهم يتسامرون ويضحكون حول موائد تضم كل مالذ وطاب من أموال الشعب "الفقير أوي".
وجاءت إحدى فضائح المنتدى العالمي بشرم الشيخ حين عرض الإعلامي معتز مطر خلال برنامجه مع "معتز" المذاع على قناة "الشرق" مساء الاثنين، فضيحة للاعب السابق مجدي عبد الغني المؤيد للانقلاب العسكري.
ويظهر بالفيديو "عبدالغني" وهو يضحك مع مرافقيه على منضدة تحمل مالذ وطاب من الأطعمة، ويطلب من عامل الفندق إحضار بقايا الطعام الفائض من عبدالفتاح السيسي وحاشيته، معربًا عن استيائه من إقامة حرس السيسي حاجزا بينه وبين المدعوين للمؤتمر.
ليأتي هذا الفيديو ليوضح للمصريين مدى الفارق بين ما يعيش فيه قائد الانقلاب ومعاونوه وما يعاني منه الشعب المطحون من فقر وجهل ومرض وانتهاكات لا تنتهي بالسجون وضد الصحفيين واعتقال وتعذيب للحرائر.
انتهاكات لا تتوقف
وبالتزامن مع منتدى قائد الانقلاب بشرم الشيخ تتصاعد الانتهاكات ضد المعتقلين بسجون الانقلاب وذويهم، والتي كان آخرها ما وقع اليوم الثلاثاء، حيث اعتقلت قوات أمن الانقلاب بسجن شبين الكوم العمومى زوجة أحد المعتقلين بعد أن منعت الزيارة بالسجن اليوم واعتدت على بعض الأهالى بالضرب ضمن جرائمها بحق المعتقلين وأسرهم التى تتصاعد رغم المناشدات الحقوقية المطالبه باحترام حقوق الإنسان.
ونجح الأهالى فى إخراج زوجة المعتقل من مكان احتجازها بغرفة محمد الحوام ضابط المباحث المشرف على الانتهاكات والجرائم بالسجن، وتوجهوا لنيابة الانقلاب لتحرير محضر بالواقعة مطالبين بمحاسبة كل المتورطين فى هذه الجرائم التى لا تسقط بالتقادم.
كانت رابطة أسر المعتقلين بالمنوفية قد وجهت أمس الاثنين نداء استغاثة لكل من يهمه الأمر بسرعة التدخل والتحرك لرفع الظلم الواقع على المعتقلين بسجن شبين الكوم العمومى بعد تصاعد الانتهاكات بما يمثل عملية قتل ممنهج تمارسها إدارة السجن بإشراف ضابط المباحث بالسجن.
وذكرت الرابطة أن إدارة السجن تمنع دخول المأكولات والمشروبات إلا بكميات قليلة جدًا بعد العبث بها أثناء التفتيش وإفسادها، كما تمنع دخول الملابس الشتوية، أو البطاطين، فضلاً عن الأدوية للمرضى منهم، وتتفنن في إذلال الأهالي أثناء الزيارات بالإصرار على التفتيش الذاتي المهين.
وحملت الرابطة وزير الداخلية بحكومة الانقلاب، وإدارة سجن شبين الكوم، وقطاع مصلحة السجون المسؤلية كاملة عن سلامة وصحة ذويهم النفسية والبدنية.
حرائر بسجون الانقلاب
وفي الوقت الذي يبالغ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الظهور بصورة الأب العطوف الرحيم، الذي تسيل دموعه للتأثر بقصة فتاة إيزيدية عذبها الدواعش، تتصاعد أنات 49 من حرائر مصر داخل سجون الانقلاب.. بما يعكس طرفًا من جرائم العسكر بحق المرأة المصرية.
وكانت حركة "نساء ضد الانقلاب" نظمت مؤخرًا مؤتمرًا صحفيًا، وثقت فيه العشرات من حالات الإخفاء القسري والاعتقال منذ الانقلاب العسكري وحتى الآن، مناشدة المنظمات الحقوقية الدولية سرعة التدخل لإنقاذ الحرائر من براثن الزنازين الموحشة.
ووثَّقت الحركة 140 حالة إخفاء قسري بحق النساء والفتيات منذ الانقلاب العسكري، بجانب العديد من الانتهاكات بحق حرائر مصر.
ورصد إنفوجراف نشرته قناة "انستجرام ثورة" 49 امرأة وفتاة داخل سجون الانقلاب منهن 9 محكوم عليهن بمدد متفاوتة على خلفية اتهامات ملفقة لموقفهن الرافض للفقر والظلم المتصاعد ومناهضة الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم، يضاف إليهن 24 قيد الحبس الاحتياطى بما يشبه العقاب، فضلا عن 14 مختفية قسريا ضمن جرائم الانقلاب وانتهاكاته بحق المرأة المصرية.
ويشير الإنفوجراف إلى مقولة الرئيس محمد مرسى المشهورة: "أنا عاوز أحافظ على البنات" وكيف أن النظام الانقلابى تخلى عن المروءة والرجولة حتى الانسانية.. حينما اقترف مثل هذه الجرائم بحق المرأة المصرية.
أضف تعليقك