طالت قائمة المحتجزين في المملكة السعودية رجل الأعمال السعودي المقيم في إثيوبيا محمد العمودي، الذي يعد أكبر ممول لسد النهضة الإثيوبي.
وتداولت "صحف" خبر اعتقاله من قبل السلطات السعودية، أمس، حيث أكدت أنه يقبع تحت حراسة أمنية مشددة في فندق بالعاصمة السعودية الرياض.
وأصدرت السلطات السعودية العليا قرارًا باعتقاله على خلفية تورطه في قضايا فساد مالي داخل وخارج المملكة، إلى جانب 11 أميرًا ومجموعة من رجال الأعمال والمسئولين السعوديين السابقين.
وكشفت صحف إثيوبية عن أن الملياردير السعودي، يعد أول متبرع في حملة تمويل سد النهضة التي دشنها رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميلس زيناوي؛ حيث منح الحكومة الإثيوبية 88 مليون دولار لإنشاء السد؛ ليحصل بعد ذلك على لقب أكبر مستثمر أجنبي في أديس أبابا.
وخلال الموقع الرسمي للعمودي، كان يفاخر بتمويل مشروع سد النهضة بـ88 مليون.
وأفاد موقع "هسبريس" المغربي عن مصدر سعودي مسئول بأن اعتقال "العمودي" جاء بعد ثبوت تورطه في الحصول على اعتمادات خيالية بلغت قيمتها 4 مليارات دولار من صندوق الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي؛ لتمويل مشاريع زراعية للأرز في إثيوبيا، وبناء رصيف مينائي في إريتريا لتصدير هذا الأرز إلى السعودية، وهي المشاريع التي لم يتم الوفاء بإنجازها.
وأوضح المصدر أن السلطات السعودية تلقت مطالب من الحكومة المغربية وإدارة الجمارك والمصارف المغربية، باسترداد ديونها من العمودي، خاصة أن القانون السعودي يتيح لها هذه الإمكانية.
وشدد المصدر على أن السعودية لن تتساهل مع كل من نهب أموالها العمومية، أو مسّ بالأموال العمومية للدول الشقيقة، مؤكدًا أن حق المملكة المغربية محفوظ.
وأشار الموقع إلى هروب مساعد العمودي الأيمن جمال بالعامر، الذي يساعده في تحصيل مشاريعه السياحية بالمغرب، إلى باريس قبل ساعات قليلة من حملة الاعتقالات في السعودية.
يذكر أن السلطات السعودية أصدرت السبت الماضي مرسومًا ملكيًا بتشكيل لجنة جديدة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد؛ حيث على إثرها تم اعتقال عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والمسئولين الحكوميين.
يبدو أن اعتقال العمودي يعد الضربة القاضية التي تلقاها من السلطات السعودية بعد توالي المناوشات بينهم على مدار السنين الماضية.
ففي عام 2015 تم منع "العمودي" من الإقامة في المملكة السعودية، بعد فضيحة تورطه في إفلاس مصفاة "سامير" بالمحمدية، وتدخله في شئون الشرطة بالمغرب الذي تجمعها بالسعودية علاقات استراتيجية.
وأرجع موقع "هسبريس" سبب اعتقال العمودي لعصيانه أوامر الملكية، بعد تلقيه عام 2016، أوامر صارمة من الدوائر العليا المقربة من البلاط الملكي السعودي بتسوية الأوضاع المالية مع الحكومة المغربية.
وقدرت ديون "العمودي" للمغرب بحوالي 4.4 مليارات دولار، لكن لم يلتزم بالتسديد.
وخلال الفترات الماضية، اعتمد العمودي على بناء ثروته من خلال رجل الأعمال والمصرفي السعودي الشهير بالخالد، حتى يكون متواريًا عن الأنظار.
ويعتبر العمودي أغنى شخص في السعودية بعد الأمير الوليد بن طلال، وقدرت مجلة فوربس الأمريكية ثروته بحوالي 8.7 مليارات دولار جمعها من قطاعات مثل العقارات والبناء والتعدين والزراعة، بالإضافة إلى امتلاكه مصافي لتكرير النفط في السويد والمغرب.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز البريطانية" بأن الملياردير السعودي يمتلك شركة سعودي ستار، التي تقوم بحفر قناة لتغذية مزرعته، التي تعادل مساحة 20 ألف ملعب لكرة القدم، حيث أنفق أكثر من 200 مليون دولار لتحويل مساحة من الأحراش إلى مزرعة.
يذكر أن في عام2006، اختارت مجلة فوربس العمودي ضمن أغنى 100 شخص في العالم.
وفي 2008، كان العمودي رقم 97 في قائمة أغنياء العالم بصافي ثروة قيمتها 9 بلايين دولار.
أضف تعليقك