أخي في فؤادي وفي مسمعي    ...    وفـــــي خـــاطــري أنـــــت والأضــلــع

تــرنّــمْـتُ بــاســمـك فـــــي خــلـوتـي    ...  رخـــيــم الــصــدى ســاحـر الـموقع

أخـي فـي ظـلال الـمنى أنـت لـي    ...    نـــديــمٌ وفـــــي الــعــاصـف الــزعــزع

أخــي فــي حـنـاياك يـجـري هـواي    ...    وروحـك فـي الـكون تسري معي

أخـــي إن بـسـمت فـعـن مـبـسمي    ...    وإن أنـــــت نـــحــت فــمــن أدمــعــي

أخــــي فــــيـــك أبـــصــرنــي مـــاثـلاً    ...    وحـيــث انــتــبذت أرى مــوضــعـي

أخــي إن تـــراءى لـعـيـني الـصـباح    ...    تــبــيّــنـت نـــورك فــــي الــمــطـلـع

أخـــــي إن أرقـــــت وراء الـــدجـــى    ...    نــــبـــذتُ مِـــهــادي ولــــم أهــجـع

أخـي مــا فـتـئت عـلـى مـا عـهدت    ...    وعــــــن صــــدق وُدك لــــــم أرجــع

أخــي لــــن أحــسّ بــمـا لا تــحـس    ...    ولــســتُ بــــواع ســوى مــــا تَــعـي

أحــــسّ بــنـجـواك فــــي الـضـارعـين    ...    وتُــصـغـي لـنجـواي فـي الـخُـشّـع

وأرقـــبُ دمــعـك فـــي الـسـاجـدين    ...    يــســابــق دمـــعـــي فــــــي الـــركــع

أخــــي أنـــا أنـــت فـــمــنْ مــنــهـلٍ    ...    سُــقــيـنـا الــحــيــاة ومـــن مَــشْــرع

أخــــي أنــــا أنـــــت فـــآمـــالــنــا    ...    وآلامــــنــــا فِــــضــــنَ مــــــن مـنــبع

أخـــي نــغـــم أنــــت يــحــلــو بــــــه    ...    فـــمــي ويـــهــشّ لـــه مـسـمـعـي

كــلانــا إلــى الــهـول بــارى أخــاه    ...    وخـــلـــف أخــيـــه لـــدى الــمـطـمـع

أخـي فـي الرخاء أخي في البلاء    ...    أخي في المطمئن وفي المفزع

غـــريــبــان نــحــن بــهــذا الــوجـود    ...    كــمـا اغــتـرب الــزهـر فــي الـبـلقع

أخــــــــي إن تــــرامـــت بـــآبـــائــنــا    ...    شــــكـوكٌ مــن الـــدور والأربــــــع

ولاحــت مــبـعـثـرة فــــي الــفـضـاء    ...    هـنــا مــوضــعٌ شــطّ عــــن مــوضـع

فــمـــا نــحـــن إلا رعـــاةُ الــحــيــاة    ...    وكــــل يـــمـــيـــل إلــــــى مـــرتــــع

أخــي لــن يــضـيـر تـنـائـي الـرعـاة    ...    إذا مــــا تــلاقـــوا لـــدى الــمــرجـع

أخـــي قـــد تــلاقـت عــلـى بـعـدهـا    ...    شـــتـــاتُ الــخــواطـر فـــــي مــجــمـع

وحــــول بــســاط الـهــدى ضــمّـهـا    ...    هــيــــامٌ إلـــــى ظــــلــه الـــمــمــرع

أخــي إنـه الــحـق صُــنـع الـسـمـاء    ...    وإلـــهــــام بــارئــهـــا الــــمـــبــدع

حـــياتــك حـــبـسٌ عـــلــى صــونــه    ...    ودون الــمـســاس بـــــه مــصــرعـي

أخـي إن عَــصــرك عــصــرُ الــقــوي    ...    وعـــصــرُ الـــقــذيــفــة والــمـدفــع

أرى الـغـرب فـيـه اسـتقل الـفضاء    ...    وطـــــــــار بــــأجــــنــحــةٍ أربـــــــــع

أذلّ الــــحــديـــد عـــــلـــى بـــــأســـــه    ...    وأرغـــــم جــــــامـــــده أن يـــعــي

وكــــم خــارقٍ بـــــاع الـــخــيــال    ...    تـــجـــلّــت بــــــــه قـــــدرة الــمــصــنـع

هـــو الـمـجـد دون يـد الـطـامـحين    ...    ورجـــم الـــظــنــون مـــــن الـــقــنــع

أخـــي حُــــثّ ركـــبـــك إن الـــزمـان    ...    عــــــدوُّ الــبــطــيء أخـو الـمـسـرع

أخــي مــزّق الــلــيـل إن الــصـبـاح    ...    إذا أنــــت أشــفــقــت لــــــم يــطــلـع

أخـــي خـــذ مـكـانك فــوق الـنـجوم    ...    وقـف أنـت والشمس في موضع

• سيرة الشاعر:
• محمد محمد أحمد التاجي.
• ولد في جزيرة شندويل (محافظة سوهاج - بصعيد مصر) وفيها توفي.
• عاش في مصر.
• تلقى تعليمه في الأزهر، وذلك في معهد أسيوط الديني، ثم التحق بكلية اللغة العربية (القاهرة)، فتخرج فيها محرزًا شهادتها العالية عام 1953، إلى جانب حصوله على دبلوم معهد التربية العالي للمعلمين عام 1954.
• عمل مدرسًا، وظل يتدرج في وظائفه التعليمية حتى أصبح موجهًا للغة العربية في التعليم الثانوي بمديرية التربية والتعليم في محافظة المنيا بصعيد مصر.
•  
• الإنتاج الشعري:
• - أورد له كتاب: «أناشيد الدعوة الإسلامية» عددًا من القصائد، وله قصائد نشرت في دوريات عصره: الرسالة، والرسالة الجديدة، والأهرام، ومجلة الإذاعة، وله ديوان عنوانه «رحلة قلم» (مخطوط).
•  
• الأعمال الأخرى:
• - له مؤلفات في مجال الإبداع والنقد منها: تحت ظلال الحب - مسرحية شعرية - دار النشر - أسيوط 1947، وشوقي ما له وما عليه - دراسة أدبية - (د.ت)، وشعراء المهجر تحت المجهر - دراسة أدبية (مخطوط).
• يدور شعره حول المناسبات الدينية، فما بين ميلاد النبي والإسراء به من المسجد الحرام، ثم العروج به إلى السماوات العلا تتشكل كلماته، وتنتظم أشعاره. يجيء ذلك كله مغلفًا بمديحه والثناء عليه. وله شعر في الدعوة إلى السبق، ومقاربة ما كان لنا من الأمجاد، كما كتب في الأخوة الإنسانية. تتجه لغته إلى اليسر، وخياله نشيط. التزم النهج القديم في بناء قصائده، مع ميله إلى التجديد والتنويع في أشطاره وقوافيه التي تتخذ في بعض تجلياتها شكل الموشحة، وفي أناشيده يستخدم الأوزان المجزوءة، وينوِّع في القوافي ليناسب الإنشاد.