بداية لا بد من القول أن الخطة أو الصفقة تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فلسطين سوريا ولبنان وهدفها هو ترتيب المنطقة في ظل التهديد الإيراني المتزايد.
كما أنها جاءت على خلفية ما يراه الرئيس ترامب شخصيًا كفوضى تركها سلفه أوباما، فهو يرى نفسه -خطابيًا على الأقل- العكس تمامًا من سلفه أوباما سواء في السياسة الداخلية أو السياسة الخارجية، وهو متحمس ومندفع لإصلاح ما أفسده أوباما وتحديدًا بسبب انسحابه شبه الكامل من المنطقة مما سمح للروس والإيرانيين بالتمدد على حساب حلفاء أميركا.
ويعد جارد كوشنير وهو صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه عراب هذه الخطة، كما تعد عملية سلام الشرق الأوسط أو العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيلييين جزءاً أساسياً منها.
ومن الضروري التأكيد أنه ووفق المصادر المختلفة فلا توجد حتى الآن وثيقة مكتوبة، وواضحة ونهائية اسمها خطة ترامب؛ وإنما هي مجموعة من الأفكار الآخذة بالتبلور بالتدريج، وقد يعلن عنها في بداية العام 2018.
لقد أظهرت التقارير الأكثر واقعية لخطة ترامب والمتعلقة بالعملية السلمية، والتي نشرت قبل أسابيع أهم ملامح هذه الخطة ومنها:
أ_الخطة إقليمية أي ستشارك بها الدول العربية وعلى رأسها السعودية (وليس مصر) .
ب_لن تفرض الخطة على الأطراف المعنية، إنما سيتم الأمر من خلال إقناعها ضمن مقاربة "رجل الأعمال ترمب" من خلال الصفقات، ومن المناسب الإشارة إلى ما نقلته بعض المصادر الموثوقة أن ترمب قال لأبي مازن: لماذا لا تترك الأمن للإسرائيليين؟ فهكذا تتلقى خدمات أمنية أفضل، ولا تدفع تكاليف ذلك! ومع ذلك فمن المرجح أن يتم ممارسة ضغوطات على أبو مازن دون نتنياهو.
ج-قد يكون ما نشرته دانا فايس كبيرة مراسلي القناة التلفزيونية 13 -القناة الثانية سابقاً في التلفزيون الإسرائيلي 18\11\2017 قريبا نسبيا من منطق أمور السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة وهو التالي:
*الاعتراف بضرورة إقامة دولة فلسطينية ولكن ليس على أساس حدود 1967.
*تبادل مناطق.
*إبقاء قوات إسرائيلية على الحدود مع الأردن.
*تأجيل البحث في قضية القدس.
*سيتم تبني ودفع الخطة في إطار إقليمي برئاسة السعودية.
*منح السلطة مئات ملايين الدولارات لتقوية الاقتصاد الفلسطيني.
يظهر مما سبق أن نقاط الخطة هى عامة وما زالت مبهمة (مما يجعل للقوي أفضليات التفسير)، وبالتالي فهي تطرح العديد من الأسئلة الهامة حول الخطة:
لماذا توجد تناقضات وخلافات بين أطراف وركائز الخطة مثل الخلاف المصري السعودي في العديد من الملفات مثل إيران وحزب الله، موضوع سلاح المقاومة في فلسطين والموقف من النظام السوري .
قد يبدو تعدد مصالح اللاعبين أكبر من إمكانية اجتماعهم على خطة تفصيلية بل المطلوب خطة عامة تجمع الأطراف وتسمح باستمرار هوامش الخلاف. وقد يكون ذلك سبباً في إرباك وتعطيل الخطة.
وأخيرًا من المتوقع أن تستخدم إسرائيل تكتيكها المعروف ب "نعم ،ولكن..." مع أن أوساط واسعة في اليمين الأسرائيلي قد لا تقبل بهذا التكتيك، إلا أنهم سيعتمدون وكما صرح بعضهم على الموقف الفلسطيني الذى يتوقعونه بأنه سيرفض هذه الخطة لعلمهم أنه لا يستجيب للحد الأدنى من المقبول فلسطيناً.
أضف تعليقك