• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بمناسبة المولد النبوى الشريف، أقول لك، إن نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام، أحدث ثورة كبرى فى مفاهيم الناس وعلاقة الأرض بالسماء قبل أن يسيء المتطرفون إليها.

وأشرح ما أعنيه بالقول: قبل مجيء إسلامنا الجميل كان من يريد عبادة ربنا فعليه اعتزال الدنيا كلها، ولا يمكنك أن تجمع بين الحسنيين.. حلاوة الدنيا والفوز فى الآخرة! وجاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليقلب هذه المفاهيم رأسًا على عقب.. لم يتصور قبله أن يتزوج من يريد عبادة ربنا، وعلى الرجل المتدين اعتزال النساء!! ومش ممكن يكون عابدًا لربه وفى ذات الوقت صاحب تجارة وعنده بيزنس!! وما رأيك يا سيدى أن سبعة من المبشرين بالجنة من أصحاب رسول الله كانوا مليونيرات!! والزواج سُنة مؤكدة، والعزوبية مكروهة فى ديننا إلا للضرورة! 

وهذه المفاهيم الحلوة التى تربط الدين بالدنيا تراجعت بشدة، ونحن فى القرن الميلادى الجديد، وللأسف الشديد أصبح الإسلام سمعته سيئة فى أوروبا وأمريكا، وعدنا من جديد إلى الجاهلية الأولى التى تفصل الدين عن الدنيا، ويعنى ذلك أنك إذا أردت أن تكون إنسانًا عصريًا أو "مودرن" بالتعبير الأجنبي، فعليك أن تطرد الدين من حياتك واستمتع بالدنيا التى تعيش فيها. 

ويدخل فى دنيا العجائب، أن مَن ساهم فى ترسيخ هذا المفهوم الخاطئ فريقان كلاهما على النقيض من الآخر!! والفئة الأولى أهل التشدد من الإسلاميين وكلمة حرام عندهم تنافس السلام عليكم!! وهم يطالبونك بطلاق الدنيا إذا أردت الفوز فى الآخرة!! ويستدلون على صحة قولهم بما جاء فى القرآن الكريم عن ذم الدنيا والتحذير منها!! وقد كذبوا، فتلك الآيات جاءت لتقول لك "أوعى تصرفك الدنيا عن الآخرة وتنساها"، فهناك حياة أخرى تنتظرك فاستعد لها ولا تصرفك حياتك فى الأرض عن حياتك الأبدية القادمة ولقاء ربك. 

والفئة الثانية هم أهل التشدد من العلمانيين، الذين يكرهون إسلامنا الجميل من قلوبهم، ويريدون الفصل الكامل بين الدين والدولة والحياة كلها، وكلامهم هذا يتعارض تمامًا مع مصر الإسلامية وما جاء فى دستور بلادنا من أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وقبل ذلك مع الفطرة الإنسانية السليمة التى تحب ربنا.. أليس كذلك؟.

 

أضف تعليقك