أحمد شفيق، رئيس وزراء مبارك إبان ثورة يناير، صاحب البلوفر والبونبوني، اتهم دولة الإمارات بمنعه من السفر والعودة إلى مصر، لإعلان ترشحه لرئاسيات مصر 2018. جاء ذلك في كلمة بثتها قناة “الجزيرة” للمناضل أحمد شفيق، الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة بمصر.
وقال المناضل شفيق بعد أن تحلل من العمرة إن دولة الإمارات منعته من السفر والعودة إلى مصر لأسباب لا يفهمها، ورغم تقديره لاستضافة الإمارات الكريمة إلا أنه يرفض التدخل في شؤون بلاده، بإعاقة مشاركته في ممارسة دستورية، وخاطب المصريين قائلاً: “أتعهد لأبناء وطني بأن لا أتراجع إطلاقًا, متقبلًا أية متاعب أو مصاعب، وأشرف أن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية بمصر، لاختيار رئيسها للسنوات الأربع القادمة”.
وأكد شفيق على قدرته مع الكثيرين من المتعلمين والمثقفين والخبراء في بلده على تخطي ما تعانيه مصر من مشكلات, وأنه موقن بأنه لا نجاح إلا بالاحتكاك, وبمشاركة الناجحين, وبالتعاون الوثيق مع الخبرات, وقال إنه يؤمن إيمانا كاملاً وقويًا بأن أي نجاح مأمول, صغر أم كبر, لن يتحقق في بلادنا ما لم نحظَ بنظام للحكم مدني وديمقراطي نموذجي ومستقر قابلًا للمراجعة والنقد, وأن الحقوق الإنسانية الطبيعية ليست منحة لأحد, لا تمنح أو تطبق تدريجيًا إطلاقًا فإما ديمقراطية أو لا ديمقراطية.
ولكن – للأسف – عندما يتحدث العسكر عن الديمقراطية، والحقوق الإنسانية، فهو تماما كحديث العاهرة عن الشرف!, وقد أفرط البعض فى تفاؤله، فحاولوا أن يقنعونا بأن ظهور المناضل أحمد شفيق على قناة الجزيرة، يعني أن أمريكا رشحته رئيسا قادما لمصر، لانقاذ البلاد، ثم يعود قائد الانقلاب وزيرا للدفاع محصنا كما كان! إنها ديمقراطية العسكر، التى تعنى التداول العسكري للسلطة بعيدا عن أرادة الشعوب!
حتى أن الكاتب السعودي جمال خاشقجى شبّه أحمد شفيق بالرئيس التركي السابق تورجوت أوزال، الذي ساهم في فترة رئاسته ما بين 1989-1993 في تحسين علاقات تركيا مع الغرب، كما كان يظهر التزامه بتعاليم الدين الإسلامي، ودعمه نشاطات إسلامية، مع تأكيده على علمانية الدولة، كما تساءل حازم عبدالعظيم فيما لو عاد شفيق لمصر، ونافس قائد الانقلاب بقوة، فهل يكون “سوار الذهب” (الفريق السوداني الذي تولى السلطة عقب الثورة على نميري ثم سلمها للمدنيين) وأن يتولى لفترة رئاسية واحدة؟
وقال البعض إن هذا الوقت ليس وقت الاختلاف مع شفيق، فى هذه الجزئية أو تلك، فالأهم هو إنقاذ مصر من المصير البائس الذي ينتظرها لو بقي قائد الانقلاب أربع سنوات أخرى, ويعلم الله وحده إلى متى تمتد.
والحقيقة أنه يجب الإنخداع بمثل هذه الأفلام والبطولات الزائفة، فشفيق لا يعدو كونه أحد لصوص النظام المباركي، وخونة العسكر الهاربين إلى ماخور الإمارات، فهل تحول الهارب إلى مناضل وطني بعد عُمرةٍ استمرت خمس سنوات, مارس خلالها نضاله الوطني من داخل الإمارات؟! وهل يمكن أن يفكر شفيق أن يتكلم أو يترشح أو يصرح بأى تصريح دون علم محمد بن زايد؟
وقد قام الإعلام الانقلابي بشن حملة ضد المناضل شفيق فقد قال الانقلابي مرتضى منصور إن دولة الإمارات خصصت ست سيارات فارهة وقصرًا ضخما لإقامة شفيق وبناته، وإنه غادر الإمارات عشرات المرات وعاد إليها مرة أخرى وسط حراسة خاصة، وقد اتهم البعض شفيق بالخيانة؛ لظهوره على قناة “الجزيرة”، وتساءل: ما الفرق بينه وبين كل الخونة الذين يظهرون على القناة؟، وقال مخبر أمن الدولة المعروف: إنّ من يريد الترشح للانتخابات الرئاسية، فعليه أن يحضر للبلاد، ليعلن ترشحه من الأراضي المصرية، وليس عن طريق المراسلة أو توجيه بيان من خارج مصر، مثلما فعل الفريق أحمد شفيق، وأنه استعجل فى الإعلان عن ترشحه، بناءً على اتصالات تمت بينه وبين ممدوح حمزة؛ أحدث الهاربين من جحيم الانقلاب حيث نقل لشفيق وقائع الاجتماعات التي عقدت مع العديد من الشخصيات والتيارات الرافضة التي توافقت على شفيق مرشحًا وحيدًا!
وقد أعلنت الإمارات عن أسفها لما بدر من شفيق بعد أن اتهمها بمنعه من السفر، فقال أنور قرقاش عبر حسابه على تويتر :”تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الحميل بالنكران، فقد لجأ إلى دولة الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه، وتؤكد دولة الإمارات بأنه لا يوجد عائق لمغادرة الفريق أحمد شفيق الدولة، وللأسف في هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
والطريف أن قائد الانقلاب حسم موقفه مبكراً، بإعلانه عدم الترشح لانتخابات 2023، والمناضل يفهم!
أضف تعليقك