كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسيظل دائمًا الرجل القوي الشجاع، الذي نذر حياته وجهاده من أجل نهضة ورفعة بلاده، والدفاع عن قضايا وهموم وحقوق الأمة الإسلامية، في الوقت الذي يتفرق فيه الحكام العرب بين ضعيف وخانع ومتواطئ ومتخاذل.
وتتعدد المواقف النبيلة، التي اتخذها أردوغان ومن ورائه بلاده، التي انتقلت في عهده نحو سياسات جديدة، اقتربت فيها من محيطها العربي والإسلامي وساندت وناصرت القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحقوق العربية الضائعة.
ونرصد في هذا التقرير أهم مواقفه الشجاعة التي ناصر فيها القضايا العربية والإسلامية :
القدس خط أحمر
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من عواقب اعترافه بالقدس عاصمة لـ"إسرئيل"، مؤكدًا أن "القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين".
وقال أردغان، في كلمه له أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء: إن "خطوة اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، قد تؤدي إلى قطع علاقات تركيا الدبلوماسية مع إسرائيل"، مؤكدًا أن "القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين وفي حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات مهمة".
وأضاف أردغان قائلاً: "على اعتبار أن تركيا رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، فإننا سنتابع هذه المسألة عن كثب، وفي حال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإننا سندعو دول المنظمة إلى اجتماع عاجل في إسطنبول خلال مدة أقصاها 10 أيام".
مساندته لقطر
بعد إعلان دول الخليج متمثلة في السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر عن قطع علاقاتهم مع قطر، أعلن أردوغان عن دعمه الكامل لقطر.
وطالب الرئيس التركي برفع تام للحصار الذي تفرضه الدول الخليجية على قطر، مشددا على أن بلاده ستستمر في دعم القطريين.
وأوضح أردوغان أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طالب بتخفيف الحصار على قطر "وأنا أطالب برفعه تماما".
وأضاف أردوغان أن "هناك أطرافا منزعجة من دعمنا لأشقائنا في قطر وسنستمر في هذا الدعم ولن نتركهم وحدهم".
ورغم أن الرئيس التركي وجّه خطابه إلى دول الخليج قائلًا "لن يكون هناك غالب في النزاع بين الأشقاء"، فإنه عاد للقول "نحن نعلم جيدًا من كان سعيدًا من بين دول الخليج عندما تعرضت تركيا لمحاولة الانقلاب العام الماضي".
وأشار الرئيس التركي إلى أن التوتر الذي تصاعد في الأيام الأخيرة بين الدول الشقيقة في الخليج ألقى بظلاله على فرحة المسلمين بشهر رمضان، مضيفًا أن من الخطأ إضافة المزيد من المشاكل للعالم الإسلامي الذي يعاني بالفعل من العديد منها.
رفضه الانقلاب على الرئيس مرسي
منذ بداية الانقلاب العسكري الذي قاده الخائن عبد الفتاح السيسي عام 2013 ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، أعلن أردوغان رفضه التام للانقلاب مؤكدًا على موقفه في اكثر من مناسبة من خلال رفعه شارة رابعة العدوية.
وفي أكتوبر 2016 أعلن أردوغان في مقابلة تلفزيونية عن استمرار رفضه لإجراء أي اتصالات مع القاهرة على المستوى الرئاسي، مشترطًا إطلاق سراح الرئيس الشرعي محمد مرسي ورفاقه المسجونين للتصالح مع مصر.
وقال أردوغان في المقابلة إن الحكم الحالي في مصر "هو حكم الانقلاب، وحدث انقلاب على الشرعية في مصر، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ، ولا بد من فتح المجال أمام الديمقراطية".
وتحدث أردوغان عن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قائلا "هذا الشخص كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، تصور أن وزير الدفاع في بلد يأتي وينقلب على رئيس الدولة، هذا الأمر لا يمكن القبول به".
مناصرته للثورة السورية
كانت تركيا تتمتع بعلاقات قوية للغاية مع سوريا في السنوات الأخيرة، وكانت العلاقات الطيبة تجمع بين حكومة أردوغان ونظام بشار الأسد، وكانت مصالح واستثمارات مشتركة تجمع البلدين، لكن تلك العلاقات والمصالح لم تمنع حكومة أردوغان، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة الشعب السوري، ضد الطاغية والديكتاتور العلوي بشار الأسد من مناصرة الشعب السوري الأعزل، وإدانة هذا الديكتاتور الغاشم ومطالبته بالرحيل عن الحكم فورًا، والتوقف عن جرائمه ووحشيته تجاه السوريين.
وفتحت تركيا أبوابها وحدودها أمام اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم جيش بشار، كما استضافت الكثير من رموز المعارضة السورية، وقدمت لهم كافة أشكال الدعم الممكنة، واستضافت الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات الخاصة بالمعارضة، كما وجهت جهودها الدولية لدعم مطالب الثورة السورية وإسقاط الطاغية الأسد.
أضف تعليقك