• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

على عبدالله صالح، الشهير بـ"عفاش" كان مغروراً، وكان دائماَ يتفاخر بأنه يجيد الرقص على رؤوس الأفاعي والثعابين، ولكن كان في الواقع يرقص على دماء وأشلاء اليمنيين على مدى ما يزيد على ثلاثة عقود، وعندما حاول كعادته الرقص على رؤوس الأفاعي الحوثية، تلقى لدغة مميتة أسكنته القبر، كما كان يتفاخر بأنه يجيد التحالفات، ولكنه كان فقط يلعب على كل الحبال، فقد تحالف مع الأمريكان والإيرانيين والسعوديين خارجياً، كما تحالف داخلياً مع الإخوان والحوثيين، ولكنه انقلب على الجميع، حلفاء الخارج والداخل على حد سواء، حتى انتهى به المطاف أخيراً بانقطاع الحبل الذى مده إلى الحوثيين، فتاريخ عفاش ملئ بالخيانة والتبعية والقمع للحريات للمواطنين، مثله مثل حكام العرب الذين قفزوا على السلطة واستولوا عليها بانقلابات عسكرية، وحولوها لحكم عائلى بلا انتخاب ولا شورى.

وخيانته للسعودية معروفة، فهى التى وفرت له ملاذا آمناً، ومن خلال المبادرة الخليجية، ولكنه عاد وتحالف مع الحوثيين لمحاربة السعودية، وأخيراً انقلب على الحوثيين، فلقى حتفه على أيديهم.

وفى الوقت الذى كانت فضائيات التحالف وعاصفة الحزم يصفون علي عبد الله صالح بالرئيس السابق، بعد أن كان الرئيس المخلوع، إذ بعلى عبد الله صالح يصف السعودية بـ"العدو التاريخي" وأن آل سعود نظامهم "رجعي كهنوتي" وكان متضامناً مع الحوثي وكان يصف عبدربه هادي منصور بالخائن، وكان يزعم بأنه يدافع عن الجمهورية اليمنية، ولكن فى الحقيقة كان يدافع عن مصالحه ومصالح أولاده الخاصة، ولا علاقة له بالجمهورية ولا بالشعب اليمنى، لأن السعودية والإمارات كان لديهما هدف محدد فى اليمن، وهو القضاء على جماعة الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح، وذلك منذ حكم الملك عبدالله، وتم دعم الحوثيين وعفاش، لتنفيذ هذا المخطط، كما ذكر أنور عشقي فى تصريح له قال فيه: كنت أنا الوسيط بين الحكومة السعودية والحوثيين في دعمهم للسيطرة على اليمن ولكنهم خذلونا، وتوقيع وتعهد عبدالملك الحوثي مازال في مكتبي وأظن أنهم كانوا ملزمين بالعمل ضد "فئة معينة" في اليمن ولم يفعلوا!

لكن الملك سلمان شعر بأن السحر السعودى انقلب على ساحره، فحاول انقاذ الموقف، بعد أن استيقظ ضميره، ولكن بعد خراب مالطة، والآن بعد مقتل عفاش حليف السعودية القديم الحديث، فإن كانت السعودية جادة فعلا فى معالجة المسألة اليمنية، فلابد من دعم كل القوى الوطنية باليمن وفك الارتباط مع دولة الإمارات، التى طالما أحرجت السعودية بمواقفها العبثية المتناقضة، وكما قال جمال خاشقجى الكاتب السعودى: مقتل صالح، الفوضى العارمة، تهديد المنطقة، الحوثي، التدخل الإيراني، كل هذا الهراء بسبب معاندتنا للتاريخ، معاندتنا للربيع، رفضنا حق الشعوب في حريتها، هل هناك من سيقول ويحي لقد اخطأت، ليتنا أيدنا ثورة 2011!!

والعجيب أنه بعد الإعلان عن مقتل عفاش، أعلن الحوثيون إحكام قبضتهم على العاصمة صنعاء، فدعوا لإقامة تجمع في ميدان السبعين احتفالا بمقتل علي عبدالله صالح ولكن للأسف غاب طيران التحالف كما هى عادته فى عدم مهاجمة تجمعات الحوثيين، ولكن فقط ينشط فى قصف المستشفيات والمدنيين !!

وفى مكالمة مسجلة بين على عبدالله صالح واللواء على محسن الأحمر، قائد الجيش اليمنى، حيث طلب صالح بفتح صفحة جديدة أنا من يدك اليمين ليدك الشمال وتكون وسيط بيننا وبين الملك سلمان، وأنا مستعد أكفر عن ذنبى ونتحالف ضد الحوثيين، فقال له على محسن: هذا كان زمان، أما الآن فأنت مطية وأداة استخدموك لفترة معينة، الآن إللى يدير الأمور إيران، والحل أن يحاكمك الشعب محاكمة عادلة، يحاكمك الشعب على كل قطرة دم سفكت، وأنه يجب محاكمتك، فرد عليه غاضبا: يحاكمنى أنا على عبدالله صالح، فقال له على محسن، أنانيتك هى التى وصلت البلاد لكل ما هو فيه، دمرت جيش اليمن، اسمع يا على ستواجه مصيرك وتحصد ما تراه، وكان على محسن حريصاً على القضاء على الحوثيين فى عقر دارهم بصنعاء، ولكن عفاش حال بينه وبين ذلك بسبب تحالفته المشبوهة معهم!!

بدوره الإعلام الانقلابى حرص على ألا يفوت فرصة مقتل عفاش، دون الزج بجماعة الإخوان المسلمين فى المشهد، فقد اتهم مخبر أمن الدولة، مصطفى بكرى، جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بأنهم هم من وشوا بوجهة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عبر أنصار على محسن، حيث قامت عشرين سيارة تابعة للحوثيين بتوقيفه وإعدامه، وأن مقتل عبدالله صالح يعني زيادة حدة العنف والثأر بين حزب المؤتمر الشعبي العام وقبيلة حاشد التي ينتمي اليها علي صالح من ناحية وبين الحوثيين من جانب آخر، أما الإعلام السعودى المتضارب، كما هو الحال فى قناة الإخبارية التى صرحت عقب مقتل عفاش بأن قطر تآمرت ضد صالح وقتلته، وهى التى صرحت قبل شهور، بأن قطر تآمرت مع على عبدالله صالح ضد جنود الامارات وقتلتهم، وعندما اقتحم الحوثيون أحد قصور عفاش، عثروا على أوراق وكشوف إمارتية تثبت تورط دولة الإمارات بتقديم أموال لدعم الإرهاب باليمن!!

وأخيراً فهل يعتبر ويتعظ قائد الانقلاب فى مصر وبشار الأسد وغيرهم من طغاة العرب، بما حدث لعفاش والقذافى من قبل!

أضف تعليقك