لن أتحدث عن القدس وقدسيتها و أهميتها وكونها هي البوصلة وهي المقياس وهي الميزان ، ولن أتحدث عن اغتصاب اليهود لها بمساعدة كل جبابرة الأرض وكل كفارها وكل الظالمين ، ولا عن الذين ساعدوهم في ذلك ممن نعتبرهم من بني جلدتنا .
ولن أتحدث إلا عن هذا التخاذل وهذا التهافت وهذا الدنو وهذا الذل وهذا الجبن الذي أصاب جموع المسلمين العرب الذين هم أولي بها من غيرها ، لن أخاطب الحكام ، فكلهم لئام ، ولن أتحدث مع الحكومات فكلها في عداد الأموات .
ولكن أتحدث إلي الشعوب ، إلي جموع حفاظ القرآن وإلي جموع الفقهاء والمحدثين والمفسرين وإلي جموع المعلمين والأطباء والمهندسين ، إلي شباب أمتنا في الجامعات وفي المدارس وإلي جموع الموظفات والموظفين ، وإلي العمال والفلاحين ، أو لم تعلموا بما حدث ، أو إن الأمر لديكم هين ، أم إن الخوف قد استفحل وأكل ما في داخلكم من شجاعة ، لماذا هذا الصمت ، أو قد مضغتم ألسنتكم ، أو قد أدمنتم السكوت.
القدس تُهود ، والحكام تصهينوا ، والجيوش تغربت و تبدلت أطوارها وتغيرت أعداؤها ، والشعوب ما الذي أصابها ؟
أين نخوة المسلمين ، أين هبة المؤمنين ، أين الغضبة للقدس ، أين الدفع عن الأقصى والذود عن الحرمات ، أما زلتم أحياء، أم فُتحت دواوين الأموات.
لا خير فينا ولا فيكم يا كل الجموع ، إن لم ننتفض للقدس ، فكفوا عن أذيتنا بعلم لا نري أثره إلا في طِيب يُمس .
أين أسود أمتنا ، وفرسان نواديها... يا كل المسلمين توحدوا وانتفضوا إن لم يكن لها فلمن ؟
وإن لم يكن الآن فمتى؟..
اغضبوا لله غضبة ، تأخذ بأيدينا إلي رضاه..
القدس في أعناقكم فلا تضيعوها.
أضف تعليقك