إن الاختبار الذي تمر به الأمة الإسلامية قادة وشعوبًا ، رجالًا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا ، متدين وغير متدين ، إنما هو بمثابة المفرزة الأخيرة لهذه الأمة ، فمن لم يُحزنه ما يحدث ، ومن لم يشتعل قلبه غضبًا ، وتمتلئ عينه بالدموع ويجهش بالبكاء ، ويشعر أن قلبه قد انتُزع منه ، وأن رأسه أسقطت في التراب ، فليعد نفسه من الذين ماتت قلوبهم واستحوذ عليهم الشيطان.
ومن لم تحدثه نفسه بالجهاد من أجل القدس والمسجد الأقصى فليمت علي أي دين شاء غير دين الإسلام .
ومن يقف إلي الآن في خندق الجمود وينظر إلي الحركة المسلحة الإسلامية ( حماس) علي أنها إرهابية فليرتدي أثواب العار والخسة فهما لا يليقان إلا به .
ومن لم يرَ أن القدس قضيتنا وعزنا وشرفنا فليعلم أنه بلا قضية وبلا عز وبلا شرف ، كيف يغفل ويقسو قلبه إلي هذا الحد الذي يرضي معه بانتهاك حرماتنا ومقدساتنا ، أما قرأ أو استمع يوما لقول الله تعالي « سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آيتنا... ».
ألست تعرف أن قوي الشر كلها تحالفت لانتزاعه من أيدينا ليعيث اليهود فيه فسادًا ، أما تعلم أن أمريكا تريد أن تجدد وعد بلفور من جديد ، وتدوس علي كل رقاب المسلمين ، بل وتضع حذاءها علي رؤوسنا جميعا ، مستغلة حالة الفرقة والانقسام والتردي بيننا ، أو يهودي أنت حتي تساندهم في مساعيهم ، أو أعمتك الذنوب ، أو تنازلت عن إنسانيتك ، كيف تكون في صف من يري أن القدس ليست مدينة إسلامية ، كيف تكون في صف من يزور التاريخ ويتهم الفلسطينيين بأنهم فرطوا وباعوها ، كيف تصدق هذا الهراء ، كيف تُقنع نفسك به ، كيف تري نفسك وأنت تردد كذبهم وزيفهم ، كيف تتخاذل عن نصرة إخوانك بالكلمة وبالدعاء ، أي مستنقع من الخبث ألقيت بنفسك فيه.
كيف تنسي عمر بن الخطاب وهو يتسلم مفاتيحها من القساوسة والرهبان اعترافًا منهم بأحقية المسلمين بها وبإدارتها لكونها من أقدس المقدسات لدينا نحن المسلمين.
تقاس قوة الأمة الإسلامية ويقاس مدي تماسكها وتوحدها بالقدس وبالمسجد الأقصى ، فهما المقياس والبوصلة ، وبما فعله كلب أمريكا وبما أقره من قرار وهو مبتهج بنقل عاصمة الكيان الصهيوني من تل الربيع إلي القدس ، فاعلم أن الأمة الإسلامية في أوهن حالاتها وأضعفها وتفرقها.
وأرجو من الله أن يجعل قرار هذا المعتوه هو الناقوس الذي يدق في كل القلوب لتحيا من جديد وتنتفض ، ويلتئمن شمل أمتنا وتتوحد ، وتقوي باتحادها واعتصامها من أجل القدس.
يا شباب أمتنا تذكروا أمجادكم ولا تتناسوا أنكم خير الأمم..
وقفت تُساءل نفسها
قالت أيا أبتي إليَّ
صف لي بلادي يا أبي
قلت اسمعي مني بنية
هذه بلادك جنة
تزهو مرابعها الفتية
دهرا حماها قومنا
يعطيهم الأقصى هوية
ولما تناسوا دينهم
ذلهم شر البرية
قالت أو من عودة
أبتاه ماجدة أبية
فرفعت صوتي قائلا
أمران مفتاح القضية
أمران فأصغي يا ابنتي
إسلامنا والبندقية..
لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى
لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما
لبيك إن عطش اللواء
سكب الشباب له الدماء
لبيك لبيك لبيك
أضف تعليقك