توصلت دراسة علمية إلى أن "ما لا يقتل خلايا الدماغ يجعلها أقوى"، وكشفت أن خلايا مخ فئران التجارب التي تصوم بانتظام قد تنمو أكثر من المعتاد بمجرد تناول الطعام مرة أخرى.
وأشارت الدراسة التي قدمت في المؤتمر السنوي لجمعية علم الأعصاب في نوفمبر الماضي إلى أن بروتينا معينا قد يكون وراء هذا النمو الذي يعرف بعامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ (بي دي إن إف)، وفي البشر قد يكون هذا البروتين معنيا بالتعلم والذاكرة.
وتميل مستويات هذا البروتين إلى الانخفاض مع تقدم الشخص في السن، خاصة إذا أصيب شخص ما بمرض يمكن أن يؤثر على الوظائف المعرفية مثل ألزهايمر، ومع ذلك فإن مستويات تزايد هذا البروتين في الفئران التي أخضعت للصوم بلغت 50%.
ويرى مارك ماتسون -وهو أحد الباحثين في المعهد الوطني للشيخوخة التابع لمعاهد الصحة الأميركية- أن هذا الأمر منطقي من منظور تطوري، وأوضح أن أسلاف الإنسان قبل توفر الطعام باستمرار كانوا مشابهين للحيوانات في البرية والتي كانت تمر بها فترات زمنية طويلة بدون طعام.
وقال إنه من الطبيعي لهؤلاء البشر أن يمر عليهم أسبوع بدون صيد أي فريسة وبعد ذلك يلتهمونها فورا، وهذا ينبغي أن يجعلهم قادرين على القيام بوظائفهم على مستوى عال ذهنيا وجسديا على حد سواء.
وأضاف أنه إذا تمكنت خلية الدماغ من الصمود بين الوجبات فإن من المرجح أن تغتنم الفرصة القادمة التي لديها للحصول على الطاقة والنمو".
البروتين "بي دي إن إف" قد يحفز الخلايا لإنتاج المزيد من الميتوكوندريا التي توصف بأنها القوة المحركة للخلية المسؤولة عن تحويل المواد الكيميائية إلى شكل من أشكال الطاقة التي يمكن أن تستخدمها الخلية للقيام بوظيفتها".
ونظريا -كما يقول ماتسون- البروتين "بي دي إن إف" قد يحفز الخلايا لإنتاج المزيد من الميتوكوندريا التي غالبا ما توصف بأنها القوة المحركة للخلية المسؤولة عن تحويل المواد الكيميائية إلى شكل من أشكال الطاقة التي يمكن أن تستخدمها الخلية للقيام بوظيفتها، ووجود الكثير من هذه الميتوكوندريا قد يتيح لخلايا الدماغ إنشاء المزيد من الاتصالات مع خلايا الدماغ الأخرى أيضا.
وبالنسبة للقوارض كان الصيام المتقطع مرتبطا بانخفاض تلف الخلايا بعد السكتات الدماغية وإطالة العمر، ومع ذلك من الواضح أن الفئران ليست كالبشر، وهناك حد لما يمكن للعلم أن يقوله عن التأثير الفعلي للصيام على دماغ الإنسان.
ولغرض هذه التجارب يطلب من الناس الأكل بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام مع تقييد صارم على السعرات الحرارية لمدة يومين، وغالبا ما يشار إلى هذه الحمية بحمية الصوم أو 5:2.
ولدى ماتسون بعض النظريات عن كيفية تأثير الصيام المتقطع على السرطان، ويقول في ذلك إن الصيام قد يجبر جسم الشخص على العمل من خلال شيء آخر غير السكر للحصول على الطاقة، لكن الخلايا السرطانية قد لا تكون قادرة على العمل مع مصدر الوقود البديل هذا المسمى الكيتونات.
وانتهت الدراسة إلى أن الأمر لا يزال في طور التكهنات، والفكرة في الوقت الراهن هي أن الصيام قد يجعل دماغك يعمل بطريقة أفضل.
أضف تعليقك