لسنوات طويلة كان صاحبنا يجلس مع أهل المساجد ويتلقى علوم التفسير والحديث والسيرة ويعيش حياته لفكرته . يبذل فيها وقته وماله .
كان يسمع الكثير عن المحن المتوقعة لأهل الحق وطول الطريق والابتلاءات اللازمة على هذا الطريق فيتأثر كثيرا .
وكان دائما ما يقرأ عن صبر سيدنا نوح الطويل وسخرية الناس منه وثقته بالنصر فيعجب به .
وعن انصراف الناس عن سيدنا إبراهيم الذي كان أمة وحده فلم يؤمن له أحد بعد معجزة خروجه من النار سالما .
ويقرأ قصة النبي وبلطجية الطائف يطاردونه في شوارعها فيرق قلبه .
وكان يقرأ قصة أصحاب الأخدود في سورة البروج فتدمع عينيه .
ويقرأ عن قتل يحيى وزكريا ورفع عيسى قبل أن تناله سيوف الدهماء والمغيبين فيمصمص شفتيه تأثرا ويقينا في صحة طريقه .
ثم ينصرف صاحبنا إلى بيته وينام آمنا ليقوم صباحا إلى عمله ودنياه ثم يعود ليلا لنفس الدروس في المساجد ونفس الجلسات مع الصالحين في بيوتهم ومناشطهم .
وفجأة انقلب الكلام إلى جد وقلبت له الدنيا ظهر المجن واكفهر لون حياته إلى نفس اللون الذي كان يسمعه. وتلون طريقه بلون الدم .
وتكررت أمامه قصة يحيى بن زكريا وهو يقتل هو وأبيه وينشر بالمنشار ورأى حكاية لوط وهو خارج من البلد بتهمة الطهارة عيانا بيانا وشاهد مطاردة الناس للصالحين بالشوم والسكاكين فى الشوارع .
وعاش بنفسه قصة موسى وهو خارج من مصر خائفا يترقب .
فماذا فعل صاحبنا .
وأين ثباته وكلامه .
وأين السيرة والقرآن .
وماذا قال .
وهل لا زال اليقين أم زال ؟؟؟
أضف تعليقك