• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

مرت خمسة أعوام على رحيل فضيلة الشيخ والأديب والعالم الأزهري الحاج علي متولي، أحد مؤسسي ورموز دعوة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية والشرقية، الذي لم يعاصر الإمام البنا، لكنه سجَّل تاريخ الإمام البنا في 65 قصيدةً شعريةً، وكأنه يعيش معه ويشاهد حياته لحظةً بلحظة، عاش في بحور الشعر والأدب واستطاع أن يفتح أقفال القلوب المغلقة بلسانه الفصيح، وسيرته الطيبة بين الناس.

نشأته

وُلد الأديب والعالم الأزهري الحاج علي متولي في 6 مارس 1940م، بإحدى قرى التل الكبير محافظة الإسماعيلية، وكانت حينها تابعة لمحافظة الشرقية، والتحق بالمعهد الديني بالزقازيق عام 1954م بعد أن أتم حفظ القرآن بالتحفة والجذرية، ومكث فيه 9 سنوات، ثم التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وتخرَّج فيها سنة 1967م، عمل بالتدريس في المدارس الخاصة بالزقازيق لمدة عام، وعُيِّن عام 1968 مدرسًا للإعدادي في قرية مشتول السوق حتى عام 1972 ثم انتقل إلى مدينة أبو حماد مدرسًا بالثانوي في عام 1978م.

تزوَّج الشيخ متولي عام 1964م وهو ما زال طالبًا في الجامعة، ولديه 5 أولاد "3 بنين وبنتان"، و 17 حفيدًا وحفيدة.

انضمامه للإخوان المسلمين

في أواخر الستينيات التقى الشيخ عل متولي ببعض الشخصيات الإخوانية وتصادقوا وتحالفوا كثيرًا للعمل من أجل الإسلام والقرآن، وشارك في ندوات ودورس في المساجد، ولم يتحدثوا معه عن جماعة الإخوان المسلمين من ضمن هؤلاء زميل له في العمل يُدعى محمد سعيد فرحات، ثم خرج من السجن في هذه الأونة رجلاً كبيرَ السن، وكان شيخًا أزهريًّا وعالمًا وأديبًا وزاهدًا، وله نظرات إسلامية في القرآن، وكان يقطن في قرية "كفر الحمام" إحدى قري مدينة الزقازيق، ولم يتحدث أيضًا "الشيخ حسن صالح" رحمه الله عليه في قضية الإخوان؛ ولكن الشيخ متولي تأثر به كثيرًا.

وعندما انتقل بعدها إلى مدينة أبو حماد في عام 1972م، التقى بشخصية إخوانية أخرى لم يكن قد دخل السجن وقتها، وحدثه عن جماعة الإخوان وقرأ عليه رسائل الإمام البنا كلمةً كلمة قبل أن يعرفه، وتعجبتُ من هذا الأمر وهذه الكلمات، وقلتُ للشيخ "محمد كامل عبد الستار"، أنا أتحدث مع الناس عن هذه الدعوة بطبيعتي الأزهرية.

وقال الشيخ علي متولي عن كلمات الإمام حسن البنا : "  كان الغريب عندي أن يكون لهذا الفكر وهذه الدعوة التي أعيش من أجلها نظام وجماعة ومستهدفات تهدف إليها وتربية تقوم عليها الأصول لهذا الهدف، وتطمح لعودة الخلافة الإسلامية والوصول لأستاذية العالم، ولهذا صرتُ في هذا السبيل، وأسأل الله عز وجل أن ألقى الله وهو عني راضٍ، وكنتُ أعرف قضية الشمولية التي يُنادي بها الإخوان والتي تعني أن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق ومعاملات وجهاد ودولة ونظام وسياسة، ووجدت دعوة الإخوان تطابق تمام التطابق ما أتعلمه وأُدرِّسه".

اعتقاله 

تم استبعاده من عمله كمدرس للغة العربية بمدرسة أبوحماد الثانوية وتحويله إلى عمل إداري فى عهد السادات بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وسجن لأكثر من 10 سنوات فى معتقلات السادات وحسني مبارك.

كان قد تم اعتقال الشيخ علي متولي 5 مرات ومن أبزها أول اعتقال عام 1981" لمدة عام، وعام 1995م لمدة 3 سنوات محاكمة عسكرية.

وتم الاعتقال بعد قضية التحفظ التي أصدرها أنور السادات وبعدها قتل، ومكث عامًا كاملاً يتنقل بين ليمان طره، وأبو زعبل، والقلعة، ثم أبو زعبل مرةً أخرى وليمان طره، ومن هناك خرج، ولم تكن هناك تهمة موجه إليه وقتها غير أنه يخطب في الناس ويتكلم بالعديد من القضايا.

وعندما وصل لمزرعة طرة جرى حوار بينه وبين مأمور السجن، وكان سبب هذا اللقاء أن هناك أشخاصًا يأتون إلى السجن لتوعية المساجين، وتغيير آرائهم ونظرتهم للحياة، وتحدث إليهم بالحكمة والمنطلق فاندهشوا من وجود أشخاص مثله في المعتقلات، فأرسل إليه مأمور السجن بعدما سمع كلامه مع الضيوف، وقال له :  "أنا لا أري فيك إلا النور، تمنى عليَّ"، فحينها كان يتمنى أن يخرج من المعتقل، ولكنه طلب منه تحسين الطعام والخدمة في السجن ففعل.

وفي سجن القلعة كانوا دائمًا يوقظونه ليلاً للتحقيق معه كنوعٍ من التعذيب غير المباشر بحرمانه من النوم، وكانوا يأخذونه وهو معصوب العينين، لإجراء التحقيق معه.

جنازته

تم تشييع جنازة الشيخ علي متولي في 17 ديسمبر 2012، من مسقط رأسه بقرية الغرابوة بمركز التل الكبير بالإسماعيلية.

 تقدم الجنازة فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، وحضر أيضًا المستشار حسن النجار محافظ الشرقية، والآلاف من أبناء محافظتي الشرقية والإسماعيلية ولفيف من قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة، حيث شارك في الجنازة الحاج مسعود السبحى سكرتير المرشد العام ود. محمد طه وهدان عضو مكتب الإرشاد ود. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ووليد شلبي المستشار الإعلامي للمرشد العام للإخوان المسلمين.

وعدد الدكتور محمد عزت، في كلمته، فضائل الفقيد، قائلا إنني عايشت الشيخ على متولي عدة سنوات في سجون الظلم وكان دائم لتلاوة القران الكريم وكنا نتابع عليه في قراءة القران حيث كنا نتعلم على يديه أحكام التلاوة كما كان يلقى علينا شعره الفياض الذي كان يخفف عنا كثير من آلام السجن، فقد كان رحمه الله مثالا صادقا للدعوة والجهاد فى سبيل الله.

فيما توقف الدكتور محمد طه وهدان، في كلمته، على عدة معاني تعلمها من الفقيد حيث تعلم من الشيخ على متولي حبه للقرآن وتطبيقه عمليا في حياته فكان يقول رحمه الله يجب أن نتقرأن أي نعيش بالقران أما المعنى الثاني وهو تغلبه على الدنيا بشهواتها فما لانت له إرادة بل كان يصدح بالحق في وجه كل ظالم.

وأضاف وهدان أنه كانت من أمنيات الفقيد أنه دعا الله ألا يموت حتى يرى حاكما مسلما عادلا لمصر وكأن الله استجاب لأمنيته.

وفى مكالمة هاتفية للمرشد العام الدكتور محمد بديع، على جموع المشيعين، أثني فيها على تضحية الفقيد لدعوته ودعا الله أن يجعل جهده وجهاده وحبه لدعوة الإسلام في ميزان حسناته كما دعا جموع المشيعين أن يأخذوا الشيخ الفقيد قدوة ومثالا يحتذي فى التضحية والفداء لدعوة الإسلام.

 

 

أضف تعليقك