• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: محمد عبدالقدوس

عرفته منذ عشرات السنين عندما كنا نقف سويا على سلالم نقابة الصحفيين ، رأيته دوما إنسان متميزا وفريدا من نوعه فقد جمع بين الحسنيين السلفية والليبرالية! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب ، وحضرتك قد تحتج على ما أقوله قائلا : مش ممكن.. كل منهما يناقض الآخر! فهل يمكن أن يجتمع الشمس مع القمر والليل مع النهار؟؟ أقول لك مهلا يا سيدي! الم أقل لك منذ البداية إنه شخص مختلف عما سواه إنه صديقي الجميل الأثير المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالرحمن بن لطفي الذي رحل إلى ربه يشكو من ظلم البشر قبل ما يقرب من شهر. 
 
وإذا قلت لي: هات ادلتك على صحة ما تقول فليس بالحب وحده يتم تقييم الإنسان! كانت إجابتي على قدرة صاحبي الجميل الجمع بين الحسنيين.. السلفية والليبرالية، فقد كان معروفا عنه إنه إنسان سلفي في ملبسه ولحيته وكلامه واستشهاده بالآيات القرآنية وحفظه لكتاب الله ، وكان معنا في قلب الحركة الوطنية من رموز حزب العمل الذي يرأسه سجين الرأي مجدي حسين وحاليا اسمه الاستقلال.. وشارك في العديد من الاحتجاجات جنبا إلى جنب مع الليبراليين والناصريين والشيوعيين، فهو سلفي فريد من نوعه. والمعروف عادة أن علاقة السلفيين بالاقباط يسودها عادة التحفط والتوتر، لكن الوضع مع صديقي كان مختلفا، فقد كان محبوبا من جيرانه الاقباط7، وعندما تم القبض عليه أبدى هؤلاء انزعاجهم، وكنت شاهدا على ذلك وكتبت مقالا في جريدة الشعب عنوانها: وحدة وطنية لا تعجب المباحث!! 
 
وصديقي كما عرفته رأيته متحمسا لأهداف ثورة يناير التي انتكست  عيش/حرية/عدالة اجتماعية ، ولا تجد إلا قليلا من السلفيين فهم يتطلعون إلى الحكم الإسلامي وحده، مع أن أهداف الثورة من صميم الإسلام. وكثيرا ما داعبت صديقي رحمه الله على زواجه من ثلاث نساء معه على ذمته ويقول لي ضاحكا وأبحث عن الرابعة فالعدل أساس الملك، وبغيره مفيش تعداد للزوجات وأنا حريص جدا على ذلك بشهادة زوجاتي انفسهن. 
 
وأخيرا ذهب صديقي عبدالرحمن بن لطفي إلى ربه بعدما أضرب عن الطعام والشراب احتجاجا على القبض عليه دون مبرر وظلمه في محبسه!! والاضراب التام فعلها قبل ذلك أكثر من مرة في اعتقالاته المتكررة، وفي كل مرة تتم له النجاة ولا يفكر "سلفي" يفكر فيها، ولكن اعتقاله الأخير فاضت روحه وربنا يرحمه مليون رحمة ويأخذ من يحكم بلادنا بالظلم أخذ عزيز مقتدر وقولوا معي يارب. 

 

أضف تعليقك