يعشش الإهمال الجسيم بقطاع الصحة بمحافظة الشرقية، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي.

ويتسبب الإهمال الطبي في حصد أرواح العديد من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى إصابة البعض الآخر منهم بأمراض خطيرة؛ الأمر الذي بات كارثة حقيقية تهدد الأرواح في ظل دولة العسكر الفاشلة.

ونرصد في هذا التقرير أبرز الحوادث التي فضحت الإهمال الطبي الذي يسيطر على قطاع الصحة بالمحافظة:

منظار للإيجار

قررت نيابة الزقازيق، حبس طبيب عظام بمستشفى جامعة الزقازيق ومندوب شركة مستلزمات طبية، بشأن اتهام أسرة مريض له بالتربح من عملية منظار على نفقة الدولة.

وكان مريض بمستشفى الجامعة في حاجة لمنظار بالساق، وبالتالي أخبرهم الطبيب باستئجار منظار من الخارج نظرًا لوجود عطل في منظار الجامعة، فقامت أسرة المريض بإبلاغ الرقابة الإدارية متهمة إياه بالتربح.

وتبين أن منظار مستشفى جامعة الزقازيق معطل منذ فترة، فضلاً عن أن قرارات العلاج على نفقة الدولة لا تكفي مصاريف علاج أي عملية بعد تحرك سعر الدولار، فيضطر الأطباء بإخبار أهل المريض باستكمال مستلزمات العمليات من الخارج.

إهمال بمستشفى الزقازيق

يعد مستشفي الزقازيق الجامعي نموذجًا صارخًا للإهمال، لا سيما قسم الطوارئ الذي أصبح أشبه بالسلخانة؛ إذ يفتقد الإمكانات الطبية بداية من الأسرة المتهالكة مرورًا بنقص الأدوية.

وأكد عدد من المترددين على المستشفى أن مهمة مرافق المريض الذهاب مرارًا وتكرارًا بين الصيدليات خارج المستشفي لشراء الدواء الذي يأمل أن ينقذ به حياة المريض.

وأشاروا إلى طبيب الامتياز المسئول عن الطوارئ يفتقد للخبرة الطبية الكافية خاصة مع حالات الطوارئ، في الوقت الذي يجد المرضي معاناة في استدعاء الطبيب المقيم بعد مشادات بين أهالي المرضي الذين يجدون معاملة غير آدمية، فضلاً عن مظاهر الإهمال من حولهم.

كما يشكو الأهالي من سوء تعامل الممرضين والممرضات معهم، ناهيك عن تردي حالة الأسرة والأجهزة الحيوية.

جهاز "حشو أسنان" مستعار 

كشف أهالي قرية عرب زيدان منديل التابعة لمركز أبو حماد، عن استعارة جهاز "حشو الأسنان" الخاص بالوحدة الصحية التابعة لقريتهم، إلى وحدة طب الأسرة بقرية الصوة، تمهيدا لافتتاح محافظ الشرقية لها.

كانت وحدة طب الأسرة بقرية الصوة استعارت الجهاز لافتتاح المحافظ العسكري لها، وبالفعل افتتحها منذ حوالي ثلاثة أشهر، والأدهى أن الجهاز لم يعد لمكانه الأصلي مرة أخرى.

ويطالب أهالي قرية عرب زيدان بعودة الجهاز مرة أخرى إلى وحدة القرية نظرا لأنه خاص بهم، ولحاجتهم إليه.

فوطة في حلق طفل 

قضت محكمة جنح مستأنف ههيا، في جلستها الأخيرة، بمعاقبة طبيبة تخدير وطبيب جراح بالسجن لمدة عامين والسجن لمدة سنة لممرضة بمستشفى أبو كبير المركزي، لتسببهما في وفاة طفل  أثناء عملية استئصال لوز.

بدأت وقائع القضية رقم  4088 لسنة 2017 جنح أبو كبير، حينما دخل "محمد جهاد بيومي" 13 عاما لمستشفى أبو كبير لإجراء عملية جراحية استئصال اللوز، توفي أثناء العملية، واتهمت أسرته أطباء بالمستشفى بالتسبب في وفاته.

وأفاد تقرير الطب الشرعي بوجود إهمال جسيم نتيجة قيام المكلفين بإجراء العملية، بنسيان فوطة بحلق الطفل تسببت فى حدوث مضاعفات له، حيت وجهت النيابة لكل من"محمد.ع.ال" طبيب جراح بمستشفى أبو كبير، و"جنت.س.ج" طبيبة التخدير و"غادة.م.ال" ممرضة بالمستشفى تهمة الإهمال المهني الجسيم، وأمرت بإحالتهما إلى محكمة الجنح، التي حكمت عليهم وقاموا بعمل استئناف على الحكم أمام محكمة جنح مستأنف ههيا.

الإهمال يسبب السرطان

تسبب الإهمال الطبي في مستشفى الحسينية المركزي، في إصابة طفلة بورم سرطاني انتشر في أنحاء صدرها.

وأكد "سلامة عبد الله مجاهد" 46 سنة عامل باليومية، ووالد الطفلة، مقيم بجزيرة سعود مركز الحسينية، أن ابنته "هدى" 9 أعوام، تعاني من ورم سرطاني انتشر في أنحاء صدرها.

وقال الأب المكلوم، في تصريحات صحفية: أعمل باليومية وليس لدى دخل ثابت، ربنا يعطيني رزق أبنائي يوما بيوم، ولدى 4 أبناء، "هدى" أصغرهم، كانت فى المعهد الديني ومتفوقة ولا تشتكى من أي شيء، وصباح يوم شم النسيم الماضي، شعرت بألم شديد برجلها اليمنى، ذهبت بها إلى مستشفى الحسينية المركزي، أخبرني الطبيب أنها تعانى من هشاشة فى العظام ولا بد من التدخل الجراحي وإجراء عملية لها، وفتح رجلها وأخذ عينة وحللها، ولم يفدني بما تعانى منه ابنتي، وبعدها أخبرني أنها تعانى من بكتريا بالجسم.

وأضاف الأب: بعدها توجهت بالطفلة إلى طبيب خاص، وطلب منى حضورها إلى مستشفى الأورام بالإسماعيلية، وبعد توقيع الكشف عليها، نصحنى بسرعة نقلها إلى مستشفى 57357، موضحا أن الإهمال الطبي فى إجراء العملية الأولى هو السبب فى ذلك.

وأردف: أخذتها إلى مستشفى 57357 بالقاهرة وفى البداية رفضوا قبولها، وعندما رأوا حالتها، دخلوها غرفة العمليات وتم إجراء عملية بتر لرجلها اليمنى، على مرتين بتر الركبة فى عملية ثم بتر المفصل فى عملية ثانية.

وتابع: بعد إجراء العملية قرر لها الأطباء أخذ 18 جرعة كيماوية، بعدها الورم انتشر فى صدرها، وتم خروجها من المستشفى، بحجة عدم وجود علاج لها، ونقلتها للمنزل كى تموت فى حضني.

إغلاق وحدة غسيل كلوي

أغلق فريق من الإدارة الطبية بمدينة كفر صقر، وحدة الغسيل الكلوي بأحد المستشفيات الخاصة، لوجود بعض الملاحظات الفنية التي تضر بصحة المرضى.

وجاءت هذه الحملة بعد تكرار الشكوى من أهالى المدينة بسبب الإهمال الطبي الجسيم الذي تشهده هذه الوحدة.