كنت مشغولا طيلة الأسبوع الماضى بمتابعة تدهور صحة إبراهيم نافع الصحية فى دبى ثم موته رحمه الله، وتواصلت مع زوجته السيدة الفاضلة "علا بركات"، ولذلك لم أتمكن من استضافة ضيف هذا الأسبوع، ويمكنك اعتبار المرحوم إبراهيم نافع ضيفى هذه الحلقة.
ومنذ 32 عاما عرفت عملاق الصحافة الراحل، وكان اقتصاديا من طراز رفيع، ورجلاً إداريًا من الدرجة الأولى، وأرى دوره بصراحة فى تطوير الأهرام أهم من دور الأستاذ هيكل الذى كان بلا منافس فى عصر الحكم الشمولي، أما "نافع" فقد جاء فى زمن الانفتاح والمنافسة بين الصحف على أشدها، وكانت صحف المعارضة فى ذلك الوقت مزدهرة، خاصة الوفد والشعب والأهالي، والدستور برئاسة إبراهيم عيسى، لكن "نافع" أثبت أنه نافع واستطاع الحفاظ على مكانة الأهرام، بل وقام بتطوير تلك المؤسسة العريقة تطويرا شاملا، وعلى يديه صدرت العديد من المجلات والصحف.
وكان العمل فى زمنه "زى الساعة" تدخل الصالة الكبيرة بالدور الرابع بالأهرام فى الصباح الباكر فتجدها ممتلئة بالمحررين وقد انشغلوا فى أعمالهم، أما الآن فتذهب إلى هناك فى عز الظهر فلا تجد إلا قلة من الصحفيين والصالة الكبيرة تشكو من قلة روادها!!
وعلاقتى بإبراهيم نافع كانت وثيقة جدا رحمه الله، منذ أن جمعنا مجلس نقابة الصحفيين لأول مرة عام 1985، واختلفت معه كثيرا، لكننى احترمته دوما! وتم اتهامه فى قضايا مالية وأخرى تخص هدايا المؤسسة المهداة إلى كبار المسئولين بالدولة وكلها قضايا فشنك، لكن الكثيرين من الذين كانوا يدّعون صداقته انفضوا عنه، ولم يقف بجانبه إلا قلة من محبيه وكنت واحدًا منهم، وجمعنا حب كبير وهو يعيش بالخارج، وربنا يرحمه مليون رحمة.
أضف تعليقك