• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: جمال يوسف

أطل الجنرال عبد الفتاح السيسي، اليوم 8 يناير، على المصريين من مدينة العاشر من رمضان، ببشرى جديدة من بشائره غير المعدودة، بأن مصر مقبلة على تنفيذ أكبر مشروع (أفعل التفضيل لا يستخدمها كثيرا!) لمعالجة الصرف الصحي في تاريخ مصر، بتكلفة تتخطى 60 مليار جنيه (الحمد لله فلوسنا لا حصر لها).

وعلل السيسي اهتمامه بالشعب المصري، قائلا: "إحنا بنعمل كل ده عشان متجوش بعد كده تقولوا دول سابونا من غير مايه.. لا إحنا جاهزين أوي".

وكلام السيسي لمن يفهمون اللغة العربية معناه أن مصر بلد النيل ستشهد ندرة في المياه خلال الفترة المقبلة، وبطبيعته الحنونة لن يتخلى السيسي عن المصريين في الفترة المقبلة، وسيرويهم بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها.

ومن العاشر من رمضان (المدينة التي تحمل تاريخ النصر الجزئي على العدو الصهيوني) جاء حديث السيسي بمثابة إعلان للفشل في موضوع سد النهضة سياسيا ودبلوماسيا، وأن الجيش المصري لن يتحرك عسكريا لإنقاذ البلاد من الخطر الذي يهددها.

وكان الخبير المائي نادر نور الدين، أكد في أبريل 2017، لموقع عربي 21، أن مصر "تعاني من كارثة حقيقية، حيث تتناقص حصتها من مياه النيل باضطراد يومي منذ البدء ببناء سد النهضة في عام 2011"، ما يعني أن الأمور تسير من سيء لأسوأ.

وفي نوفمبر الماضي، خرج علينا السيسي، خلال افتتاحه مزرعة سمكية في محافظة كفر الشيخ، قائلا: "مياه مصر موضوع مفيش فيه كلام، وأنا بطمنكم ماحدش يقدر يمس مياه مصر.. "اتكلمنا مع أشقائنا في السودان وإثيوبيا عن عدم المساس بالمياه.. "المياه حياة أو موت لشعبي".. "مش لسه بتتكلموا عن سد النهضة ويا ترى المياه أخبارها إيه، مياه مصر موضوع مفيهوش كلام، وأنا بطمنكوا، محدش يقدر يمس مياه مصر".

لن أنجر للحديث عن مخاطر مياه الصرف الصحي المعالجة، ولا الأيام التي تنتظر المصريين بهذا الشكل، لكن هل يفعلها السيسي ويشرب من مياه الصرف الصحي المعالجة أمام المصريين كما شرب من دمائهم من قبل ويعلن وفاة نهر النيل.

 

  

أضف تعليقك