بعد وقوع عدد من الزلازل الكبرى في العالم التي صدف أن يكون القمر فيها بدرًا، شاع جدل بأن حدوث تلك الزلازل ارتبط بالقمر البدر؛ لكن دراسة جديدة نشرت في "رسائل بحوث الزلازل" وجدت أن هذا الربط مجرد حكايات شعبية لا أساس علميًا لها.
وللوصول إلى تلك النتيجة، فحصت خبيرة الزلازل في "المسح الجيولوجي للولايات المتحدة" سوزان هوه، 204 زلزال بقوة ثماني درجات أو أعلى على مدى أربعة قرون، ثم طابقت تلك الزلازل مع المنازل القمرية، ووجدت أن الزلازل التي حصلت أثناء اكتمال القمر لم تكن أكثر من تلك التي حصلت في أي يوم آخر من حالات القمر.
ومع ذلك فإن هناك بعض العلوم السليمة التي تربط بين طبقات الأرض والقمر، وذلك لأنه خلال القمر المكتمل والوليد، تقع الأرض والشمس والقمر في خط مستقيم تقريبا، وهذه المحاذاة الفلكية تشكل قوة جاذبية تسبب ظاهرة المد في المحيطات والأرض الصلبة.
وهذا التأثير بحد ذاته أضعف بكثير من أن يسبب زلزالًا، لكن مع ذلك فإن حصول الزلزال ليس مستحيلًا -وفقًا لهوه- وهو يظهر فقط تحت ظروف ضيقة جدًا ولا تترجم أبدا إلى قوة واضحة يمكن استخدامها في التنبؤات.
يذكر أن هذه الدراسة ربما تناقض دراسة أخرى لعلماء في جامعة طوكيو العام الماضي، قالوا فيها إن القمر وجاذبيته يسببان الزلازل الكبرى والعنيفة.
وتوصل العلماء إلى نتيجتهم تلك بعد دراسة 12 زلزالًا عنيفًا ضربت مختلف مناطق الأرض، ولاحظوا أن تسعة منها حصلت في أوج اشتداد حركة المد والجزر التي يعتقد أنها تسبب ضغطًا كبيرًا على سطح الأرض، وتتزامن مع ولادة القمر أو عند اكتماله بدرًا.
يذكر أن من بين الزلازل التي حدثت والقمر مكتمل، الزلزال الذي وقع قبالة الساحل الغربي لسومطرة في 26 ديسمبر 2004 وكان بقوة 9.1 درجات، وتسبب في أمواج تسونامي راح ضحيتها 230 شخصًا في 14 بلدًا، وكذلك زلزال تشيلي في 2010 و"زلزال ألاسكا العظيم" في 1964.
أضف تعليقك