• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تمر اليوم 20 يناير الذكرى الـ22 لوفاة فضيلة الأستاذ محمد حامد أبو النصر، المرشد العام الرابع للإخوان المسلمين.

ولد أبو النصر، في 25 مارس 1913، في منفلوط التابعة لمحافظة أسيوط في مصر، وتنتمي أسرته إلى الشيخ علي أحمد أبو النصر أحد رواد الحركة الأدبية في مصر، وقد وُلد من أب مصري وأم حجازية، ومات والده وهو طفلٌ صغير، وتولَّت الأم تربية وحيدها تربيةً جادةً، وهيَّأته ليكون ندًّا لعائلة الطرزي، وهي عائلة وفدية كانت تسيطر وتهيمن على بلده منفلوط وما حولها.

وحصل على البكالوريا، وثقَّف نفسه بالقراءة وممارسة التعامل مع المجتمع المحيط، فأفرزت هذه التجارب شخصية صقلتها التجربة والمعرفة، وعلمتها الأحداث كيف تواجه الصعاب.

واحتدم الصراع بينه وبين عائلة الطرزي، عندما عزم الإمام الشهيد حسن البنا زيارة منفلوط (وكان من شأنه ودأبه إذا عزم على زيارة أي مكان أن يَلِجَهُ من خلال الشخصية المحترمة التي تتسم بالوقار والالتزام، فالتقى السيد أبو النصر وبايعه على العمل في مظلة جماعة الإخوان، وظلَّ على عهده حتى لقي الله.

وظلَّ على عهده مع الإمام الشهيد، وتدرَّج في سُلم الجماعة حتى أصبح عضوًا بمكتب الإرشاد قبل أحداث 1954م.

وحاول جمال عبد الناصر حينما احتدم الصراع بينه وبين الجماعة، أن يستميله إلى جانبه، مذكرًا إياه بأنهما من أبناء محافظة واحدة، تعمّهم وشيجة أبناء الصعيد، ولكن خاب أمل عبد الناصر عندما أبى أبو النصر أن يجاريه، فتوعده.

وعنه يقول الدكتور رشاد البيومي نائب المرشد الحالي المعتقل بسجون الانقلاب: "طوال سنين عشتها معه عرفته عن قرب؛ فبعد أن رحلت من سجن أسيوط إلى سجن المحاريق، سكنت معه في زنزانة واحدة كانت تجمع إخوان الصعيد، وكان على رأسهم الأستاذ الكبير المرحوم أحمد شريت، والأخ طه أبو الليل، والأخ حلمي بخيت، والدكتور يحيى عبد الغفور، وآخرون".

وأردف البيومي: "كانت تظله مهابة أعيان الصعيد.. فقد أُوتي بسطةً في الجسم؛ قامة عالية معنًى ومبنًى.. ينم وجهه بنظراته الصارمة عن الاعتزاز بالنفس والترفع عن الدنايا.. ورغم ذلك فقد كان رقيق الإحساس لدرجة غير مسبوقة.. فإذا فتحت أبواب قلبه تحسُّ الأنس والمودة والأبوة الصادقة.. وفي كل لحظةٍ تستشعر منه الولاء الصادق العريق لدعوته وجماعته.. ولا غرو فهو أحد الأربعة من مكتب الإرشاد الذين وهبوا حياتهم لدين الله، فلم تفتر همتهم ولم تهتز عزيمتهم، وكانوا قدوةً صادقةً صالحةً لإخوانهم في التجرد وإنكار الذات والثبات على الحق".

وأضاف: "وعرفته جنديًّا شديد الالتزام عندما يستدعيه الأستاذ الكبير المرحوم عبد العزيز عطية، فيلبي مسرعًا سامعًا مطيعًا تعبدًا لله في بساطةٍ ووضوح. عرفته قائدًا ساس السفينة برغم الأنواء التي واجهته بكل ثباتٍ وصرامة وحزم".

واعتقل حامد أبو النصر مع زملائه من مكتب الإرشاد وغيرهم من أفراد الجماعة عام 1954، عند اصطدام العسكر بالإخوان المسلمين، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. وظل في المعتقل حتى خرج في عهد الرئيس محمد أنور السادات.

وكان يدير أعماله الواسعة، وهو في داخل السجن، إذ كان سكرتيره الخاص يحضر إليه في فترات منتظمة عارضًا عليه حساباته وأعماله، ولا ننسى موسم الرمان الذي تشتهر به منفلوط، فقد كانت الزيارة محملة بكميات كبيرة منه تكفي الجميع في السجن.

وبعد خروجه من المعتقل، عاود نشاطه الدعوي، فاختير مرشدا عاما للإخوان المسلمين بعد وفاة الأستاذ عمر التلمساني عام 1986.

وفي أثناء تحمله مسئولية مرشد الجماعة، دخل عدد كبير من الإخوان مجلس الشعب المصري، وشهدت الجماعة نموًا مطردًا.

وتوفي الأستاذ محمد حامد أبو النصر في 20 يناير عام 1996م عن عمر ناهز 83 عاما، ومن مؤلفاته حقيقة الخلاف بين "الإخوان المسلمين" وعبد الناصر.

أضف تعليقك