لم يكن الإخوان المسلمون بمعزل عن جميع مكونات وأطياف الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير 2011، بل كانت في قلب الأحداث التي حركت المياه الراكدة منذ نجاح 17 شخصا من أعضائها في الولوج لمجلس الشعب وكان الرئيس محمد مرسي متحدثا باسم كتلتها البرلمانية آنذاك ومسئولا عنها في ذلك الوقت، وكان لهم دور كبير في كشف ملفات الفساد، بالإضافة لإصدار الجماعة وثيقة للإصلاح عام 2004 واشتراكها في تأسيس حركة كفاية في ذات العام.
وقادت الجماعة انتفاضة جماهيرية فيما عرف باسم مظاهرات الإصلاح في 4 مايو 2005، ونجح لها في انتخابات مجلس الشعب في العام نفسه 88 مرشحا، ناهيك عن 40 آخرين سقطوا بالتزوير باعتراف أحمد نظيف رئيس الوزراء في ذلك الوقت لإحدى الصحف الأجنبية.
كما شاركت الجماعة بقوة في المظاهرات الداعمة لانتفاضة القضاة عام 2006، بالإضافة للحراك الطلابي الكبير الذي شهدته الجامعات المصرية بقيادة طلاب الإخوان المسلمين.
وقبيل ثورة يناير بأشهر شاركت الجماعة في فضح تزوير النظام لانتخابات مجلسي الشورى والشعب، كما أسست مع القوى الوطنية والسياسية البرلمان الشعبي.
وكان الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المعتقل حاليا بسجون الانقلاب، تحدث عن الأجواء التي سبقت ثورة 25 يناير 2011، ودور الإخوان فيها، قائلًا على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: "بعد انعقاد البرلمان المزور تم إنشاء (البرلمان الشعبي) كوسيلة ﻹحراج النظام. كان اﻹخوان يراهنون على الشعب ووحدة الصف الوطني، وكان البعض يراهن أساسًا على الدعم الدولي ورفع الغطاء اﻷمريكي عن مبارك".
وأضاف العريان: "قرر اﻹخوان المشاركة في مظاهرات 25 يناير، وتم تكليف النواب والنقابيين والرموز بالنزول أمام دار القضاء العالي وميدان التحرير، خاصة الشباب بالتحرير، والنواب بدار القضاء العالي، وأصدر اﻹخوان بيان (المطالب العشرة) في 19/1/2011 بعنوان (اﻹخوان المسلمون واﻷحداث الجارية.. انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصري) وكان واضحًا أن اﻹخوان يحذرون قبل النزول للشارع، ونبهوا إلى أن الشرعية الشعبية هي أبرز دروس ثورة تونس، وأن الرسائل القادمة من تونس واضحة للشعوب والحكام الظالمين والقوى الكبرى الظالمة".
ولفت العريان إلى أن "رد أمن الدولة جاء سريعًا، حيث تم استدعاء كل رؤساء المكاتب اﻹدارية يوم الخميس 20/1/2010، وتحذيرهم بالويل والثبور وعظائم اﻷمور إذا شارك اﻹخوان في المظاهرات".
ونشرت صحيفة الوفد خبرا في 23 يناير 2011 خبرا بعنوان "الإخوان" تشارك في احتجاجات 25 يناير، جاء فيه أن د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين ود. محمد البلتاجي القيادي بالجماعة أعلنا عن مشاركة الجماعة أعضاء البرلمان الشعبي والجمعية الوطنية للتغيير في الاحتجاجات التي دعت لها قوى سياسية وحركات معارضة، يوم 25 يناير بالتزامن مع احتفالات عيد الشرطة.
وتزامن هذا مع إصدار الجماعة بيانا ينتقد التعامل الأمني مع الجماعة وتهديد قياداتها بالبطش حال نزولهم الشارع يوم 25 يناير، وأعلنت الجماعة رفضها لهذا التهديد والإرهاب الأمني وطالبت بالتعامل مع ملف الجماعة كملف سياسي لا أمني .
وقال الدكتور عصام العريان لـ "بوابة الوفد" إن البيان الذي أصدرته الجماعة يعطي إشارة بأننا سوف نشارك أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير والمنسق لها عبد الجليل مصطفي في الوقفة إمام دار القضاء العالي.
أشار إلي أن الجماعة سوف تشارك بقياداتها وشبابها وفقا لثلاثة ضوابط هي، عدم تجريح للشخصيات والهيئات الرسمية لان الشرطة مؤسسة الشعب لا الحزب الوطني الحاكم، والحفاظ علي الممتلكات الخاصة والعامة، وأن يرفع شباب الجماعة المطالب العشرة التي رفعتها جماعة الإخوان من أجل الإصلاح .
قال الدكتور محمد البلتاجي عضو البرلمان السابق "إن الهدف من المشاركة تأصيل مشاركة الجماعة والبرلمان الشعبي مع المجتمع وتأكيد بطلان مجلس الشعب الحالي.
كما نشرت صحيفة المصري اليوم، خبرا في 24 يناير 2011، بعنوان: القوى السياسية تضع خريطة تحركات «يوم الغضب» غدا بمشاركة «الإخوان» و«ألتراس»، جاء في متنه: "وضعت القوى السياسية المختلفة، المشاركة فيما سمته «يوم الغضب» غداً، خطة للتحرك والوقفات الاحتجاجية بمختلف محافظات الجمهورية.
أوضحت حركة «شباب ٦ أبريل»، فى بيان لها أمس، أن التجمعات التى ستنطلق منها المظاهرات ستبدأ فى القاهرة الساعة الثانية ظهراً، وتنتهى فى الخامسة مساء أمام مبنى وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن هذه التجمعات ستكون فى شارع جامعة الدول العربية، ودوران شبرا، وميدان المطرية، وجامعة القاهرة. وأضاف البيان أن «ألتراس» من الأهلى والزمالك سيشاركون فى المظاهرات.
ولفت البيان إلى أن المتظاهرين من الشرقية والقليوبية والمنوفية سينضمون إلى المتظاهرين فى القاهرة، بينما ينضم المتظاهرون من قنا وسوهاج والمنيا إلى المتظاهرين فى أسيوط، مضيفا: «تم تحديد الشعارات والمطالب لهذه المظاهرات والمتمثلة فى رفع الحد الأدنى للأجور إلى ١٢٠٠ جنيه، وربط الأجور بالأسعار، وإلغاء الطوارئ، وإقالة وزير الداخلية». وقال أحمد ماهر، منسق الحركة، إن شباب الحركة صنعوا «دروعاً بلاستيكية» لاستخدامها فى الدفاع عن أنفسهم حال تعرضهم للتعدى من قبل رجال الشرطة.
وفى اجتماع الهيئة العليا لحزب الغد، نشب خلاف فى وجهات النظر بين أيمن نور، مؤسس الحزب، وجميلة إسماعيل، نائب رئيس الحزب، حول سيناريوهات الوقفة الاحتجاجية، فبينما قال «نور» إن المظاهرات ستنطلق فى العاشرة صباحاً من أماكن يصعب على رجال الشرطة احتواؤها، وإنها لن تنتهى فى اليوم نفسه، داعياً إلى استمرارها عدة أيام حتى تأتى بنتيجة، استبعدت «جميلة» أن يتحول يوم الغضب إلى ثورة أو انتفاضة شعبية، وقالت: «مفيش ثورة شعبية لها موعد مسبق».
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين، على لسان عدد من قادتها، المشاركة فى المظاهرة برموز الجماعة وشبابها، بالإضافة إلى عقد مؤتمر صحفى لـ«البرلمان الشعبى»، يعلن فيه المشاركون مطالبهم قبل ما وصفوه بـ«الانفجار الشعبى»، بينما أكد شباب حزب الوفد موافقة السيد البدوى، رئيس الحزب، على مشاركتهم فى هذه المظاهرة بصفاتهم الشخصية.
وفي 26 يناير 2016 صدرت صحيفة المصري اليوم صفحتها الأولى بعنوان "إنـذار .. الآلاف يتظاهرون ضد الفقر والبطالة والغلاء والفساد.. ويطالبون برحيل الحكومة"، جاء فيه: "وجَّه آلاف المواطنين رسالة شديدة اللهجة للحكومة، فى مظاهرات «يوم الغضب»، التى شهدتها القاهرة، ومعظم المحافظات أمس، وطالبوا برحيلها، احتجاجاً على تردى الأوضاع الاقتصادية، المتمثلة فى انتشار الفقر وتزايد معدلات البطالة، وارتفاع الأسعار، مرددين هتافات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفساد، ورفع الأجور، وإجراء إصلاحات سياسية، وتعديل الدستور، وحل مجلس الشعب.
كانت الدعوة لـ«يوم الغضب» قد بدأت بمبادرة من بعض الحركات الاحتجاجية والقوى السياسية المعارضة بعد ثورة تونس، واختار الداعون إليه يوم «٢٥ يناير» المواكب لاحتفالات عيد الشرطة، للتعبير عن غضبهم من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر، واستجاب للدعوة جماعة الإخوان وحركات «كفاية» و«شباب ٦ أبريل» و«الاشتراكيين الثوريين» وعدد من الأحزاب.
بدأ المتظاهرون احتجاجاتهم قبل ظهر أمس فى عدة مناطق، منها: التحرير وبولاق الدكرور وميت عقبة وأرض اللواء وإمبابة والمطرية وشبرا وميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية وكورنيش النيل بالقاهرة. وشهدت محافظات الغربية والشرقية ودمياط والإسماعيلية والدقهلية والبحر الأحمر وأسيوط وبنى سويف وأسوان والقليوبية والفيوم وشمال سيناء والسويس وكفر الشيخ والبحيرة - مظاهرات مماثلة.
ومع أهمية يوم 25 يناير في انطلاقة شرارة الثورة إلا أن يوم 28 يناير كان اليوم الفعلي للثورة، والذي دفعت فيه الجماعة بثقلها كله في القاهرة الكبرى وعواصم المحافظات بجانب ألوان الطيف الشعبي، ما أدى لانسحاب الشرطة من أمام المتظاهرين، بعد أن استخدمت القنابل والرصاص الأمر الذي أدى لسقوط عشرات الشهداء من ضمنهم شباب الجماعة.
ولا ينسى الثوار الدور الكبير الذي لعبه شباب الإخوان في حماية ميدان التحرير يوم 2 فبراير أثناء اقتحام البلطجية له راكبين الخيول والجمال، في صمود أسطوري شهد له القاضي والداني، فضلا عن التنظيم الميداني الذي كان يقوده الدكتور أسامة ياسين والدكتور محمد البلتاجي والدكتور فريد إسماعيل.
ومن أبرز شهداء الإخوان في الثورة، الشهداء مصطفى الصاوي وعبدالكريم رجب ومحمد فريد وأمير مجدي.
أضف تعليقك