اعتاد المصريون على عدم تصديق الكاذب السفاح عبد الفتاح السيسي، حيث خرج أمس الاثنين ليوجه رسالة إلى جميع المواطنين في مصر والسودان وإثيوبيا، معلقًا على أزمة سد النهضة بين الدول الثلاث، مؤكدًا بقوله: "نحن نتحدث كدولة واحدة وكصوت واحد"، ولا يشرح للمصريين ما هي علاقة حديثه المطمئن للأثيوبيين بمستقبل الخائفين في مصر بعد انهيار حصته المائية.
وكشفت زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، صباح السبت الماضي، للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة رسمية للمشاركة في اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي الثلاثين، أن مفاوضات الانقلاب مع الجانب الأثيوبي حول سد النهضة تم تسقيعها لأجل غير مسمى، وهو ما يؤكد الرضا بقبول الأمر الواقع الذي فرضه قائد الانقلاب على المصريين بشرب مياه الصرف الصحي.
السفاح يتوهم : لا توجد أزمة
زعم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أنّه "لا توجد أزمة من الأساس حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا"، وذلك في تصريح هو الأول من نوعه، أدلى به، أمس الاثنين، عقب جلسة مباحثات موسعة استمرت ساعتين تقريبا بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين، على هامش حضورهم قمة الاتحاد الإفريقي.
واجتمع الرؤساء الثلاثة لمناقشة مصير أزمة سد النهضة والمفاوضات، على ضوء اتفاق المبادئ الموقع بينهم في مارس 2015، بحضور وزراء الخارجية والسفراء المعتمدين ومديري أجهزة استخباراتية.
وأضاف السيسي : "أنا أطمئن جميع المواطنين في الدول الثلاث على حسن العلاقات والتعاون، فنحن نتحدث كدولة واحدة وكصوت واحد، وسد النهضة لن يترتب عليه أي ضرر لمواطني أي دولة فيما يتعلق بقضية المياه”.
خبير : اثيوبيا تفعل بنا ماتريد
حذر الدكتور نادر نور الدين - الخبير المائي - من بعض الاتفاقات التي حدثت بين مصر وإثيوبيا والسودان أمس على هامش زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا .
وقال "نور الدين" في تدوينة عبر حسابه بـ"فيس بوك" : "برضة أخذونا في السكة التي يريدونها .. هو احنا لما نبطل نزرع الأرز ثلاث سنوات سنترك الأرض بورا بلا زراعة أم سنزرع مكانه محصول آخر يستهلك نصف كمية المياه التي يستهلكها الارز؟ .. بعد ثلاث سنوات من توقف زراعة الأرز تخرج كل أراضي شمال الدلتا (1.5 مليون فدان) عن الإنتاجية وتصبح أراضي بور عالية الملوحة ولن يمكن إعادة استصلاحها".
وأضاف: "مازالت اثيوبيا تشنع علينا بأننا دولة صحراوية تزرع الأرز ونحن نصدق على كلامها وكأننا نزرعه في الأراضي الصحراوية الرملية وليس في الأراضي الطينية الثقيلة التي لاتستهلك مياه ومايذهب من مياه الأرز إلي المصارف نعيد استخدامه عده مرات بلا إهدار كما إننا نرويه فعليا بمياه الصرف الزراعي وليس بمياه النيل التي لا تصل إلي المزارعين .. للأسف مبالغات وزارة الرى في استهلاك الأرز للمياه هو ما استغلته إثيوبيا ضدنا وبجهلنا لم نوضح أنه بدون زراعة الأرز تبور ثلث أراضي الدلتا وهو الذي يحد من أن تأكل ملوحة مياه البحر المتوسط لأراضيها ويزيد هشاشتها لتغيرات المناخ وغمر مياه البحر لها".
وأردف: "كما لم نتحدث عن النقص الذي سيحدث بعد الملء الأول في حصة مصر والمقدر بنحو 12 مليار متر مكعب سنويا ولم نأخذ تعهدا من اثيوبيا بالحفاظ على تدفقات النيل الأزرق عند نفس مستوياتها قبل بناء السد وأرغمونا على الموافقة على ملء السد في ثلاث سنوات وفرضوا إرادتهم علينا كالمعتاد رغم كل التقارير الدولية التي تحذر من الملء في أقل من ست إلي سبع سنوات".
انتظروا مياه الصرف الصحي
تأتي تصريحات السيسي الفاشل بعدم وجود أزمة، عقب تصريحات اعترف فيها بوجود الأزمة الشهر الماضي، حيث أعلن قائد الانقلاب، عن خطته لمواجهة أزمة المياه المتوقعة بعد بناء سد النهضة الإثيوبي؛ من خلال إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وهو ما أثار التكهنات حول غياب الحلول مع أديس أبابا حول حصة مصر التاريخية، فيما يعتبر أول اعتراف من قائد الانقلاب بفشله وعصابته في إدارة الأزمة.
تصريحات السيسي، التي جاءت خلال افتتاح عدد من المشروعات ديسمبر الماضي بمدينة العاشر من رمضان، حملت وعودًا زائقة من السيسي للشعب، بقوله إن الأزمة القائمة مع إثيوبيا لن تصيبنا بالعجز في إيجاد بدائل لمصادر المياه، وإنه لن يسمح بوجود مشكلة مياه في مصر، مضيفًا: "لازم الكل يتأمن من المياه".
وقال السيسي إن مصر لم تكن تستفيد من حصة المياه المتاحة، وإن إنشاء المحطة التي تتكلف 60 مليار جنيه، هي الأكبر تكلفة بالنسبة لمصر، تأتي لتحقيق الاستفادة القصوى من حجم المياه المتاح، وإن حكومته بصدد تحلية المياه "مرة واتنين وتلاتة، معالجة ثلاثية، لحوالي مليار متر مكعب مياه بالسنة، بحيث لا تؤثر المياه على صحة المواطن والاستخدام الآمن للزراعة"، على حد زعمه.
وقال السفيه "السيسي" : "نقوم بما يتعين علينا عمله حتى نتمكن من حل مشكلة محتملة، قد تطرأ مع احتمال انخفاض حصة مصر من مياه النيل أثناء فترة ملء خزان سد النهضة".، وأضاف:"يجري حاليا إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية".
ويرى خبراء أن بناء سد النهضة الإثيوبي سيؤدي إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 بالمئة من احتياجات مصر، وهو ماكان ينفيه قائد الانقلاب دومًا، مؤكدًا أن مياه النيل "خط أحمر" لا يجب المساس به، على حد زعمه.
وأعربت سلطات الانقلاب في ديسمبر الماضي عن "قلقها البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية" المتعلقة بسد النهضة والتي تضم القاهرة والخرطوم وأديس ابابا.
وكانت اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة لسد النهضة، التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، قد فشلت في التوصل لاتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في مايو الماضي حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على مصر والسودان.
ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بنحو 5 مليار دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في افريقيا، وقد أعلنت إثيوبيا اكتمال بناء 63% منه أواخر نوفمبر الماضي.
أضف تعليقك