نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن التحالف السري بين مصر والصهيانة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن العلاقات بين الاحتلال ومختلف الدول العربية متوترة، إلا أن رئيس الانقلاب، خرج عن القاعدة ليعمل على توطيد علاقات بلاده مع الدولة العبرية.

وفي هذا السياق، نقلت عن صحيفة أمريكية، قولها إن الطائرات الصهيونية شنت غارات على معاقل تنظيم الدولة في شمال سيناء، في ظل تواطؤ من قبل النظام المصري.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه في حين تعتبر الاحتلال العدو اللدود لمختلف الدول العربية، تعمل بعض الأنظمة العربية على التحالف معها بشكل سري. في الأثناء، تتفق كل من مصر والاحتلال في عدائها لإيران وحزب الله، إلى جانب تنظيم الدولة وجماعة الإخوان المسلمين.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، تعد مصر بالإضافة إلى الأردن، من بين الدول العربية الوحيدة، التي أبرمت معاهدة سلام مع الصهاينة، فضلا عن أن العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب شهدت ازدهارا ملحوظا. من هذا المنطلق، شنت الطائرات المقاتلة منذ شهر أكتوبر أكثر من 100 غارة على معاقل تنظيم الدولة بشمال سيناء، علما وأن النظام المصري على دراية بذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس أقدمت في وقت سابق على إسقاط طائرة روسية بشمال سيناء، وذلك بعد وقت وجيز من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وتجدر الإشارة إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس تنشط منذ سنة 2011، في شمال سيناء لتنضوي في سنة 2014 تحت لواء تنظيم الدولة.

وأوضحت الصحيفة أن الجميع يدرك أن مصر والصهاينة تعملان بصفة مشتركة على تأمين الحدود. على هذا الأساس، زودت السلطات الصهيونية نظيرتها المصرية بنتائج عمليات الاستطلاع التي تقوم بها طائراتها في شمال سيناء، علاوة على إحداثيات المناطق التي تتمركز فيها العناصر المتطرفة. ووفقا لبعض المصادر، تحلق الطائرات الصهيونية في سماء شمال سيناء دون وضع شعار الدولة العبرية.

وأضافت الصحيفة أن إفشاء أسرار الغارات الصهيونية التي طالت شمال سيناء مثل إحراجا كبيرا بالنسبة لرئيس الانقلاب في مصر خاصة وأن الاطلاع على تفاصيل التعاون المصري الصهيونى حكر على دائرة صغيرة من المسؤولين والضباط المقربين من السيسي.

وأوضحت الصحيفة أن القاهرة هاجمت الاحتلال في العديد من المناسبات بصفة رسمية محاولة الظهور في ثوب المدافع عن حقوق الفلسطينيين. ومؤخرا، أعلنت الحكومة المصرية عن رفضها للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للصهيانة.

وأفادت الصحيفة أن كلا من القاهرة وتل أبيب لم تعلنا عن أي مواقف رسمية إزاء تقرير الصحيفة الأمريكية بشأن الغارات الجوية الصهيونية في شمال سيناء. من جانبها، أوردت جهات عسكرية مصرية أن تنظيم الدولة يمثل عدوا مشتركا بالنسبة لكل من الحكومتين المصرية والإسرائيلية، كما أن تأمين منطقة شمال سيناء يندرج ضمن المصالح الأمنية الصهيونية.

وتابعت الصحيفة أن الطائرات الصهيونية لجأت إلى طرق مختلفة حتى تخفي حقيقة شنها لغارات جوية على شمال سيناء، وذلك وفقا للصحيفة الأمريكية المذكورة أعلاه. منذ سنوات، تجمع بين مصر والاحتلال علاقات وطيدة. وفي شهر سبتمبر سنة 2017، التقى السيسي، ورئيس الوزراء الصهيونى، بنيامين نتانياهو، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.