منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الفاشل عبد الفتاح السيسي، انتفت صفة الإعلام عن الإعلام المصري، ليصبح مجرد هيئة دعائية للانقلاب العسكري ويروج لقائد الانقلاب على أنه الملهم والمخلص والمنقذ.
وفي بعض الأحيان تجد بعض الإعلاميين يلعبون دور المنقذ لقائد الانقلاب ونظامه إذا ما تم فضحهم وفضح سياساتهم الفاشلة، وكان ذلك هو ماحدث بالأمس في قصة الشابة "زبيدة إبراهيم"، الذي قام البوق الانقلابي عمرو أديب بعمل حوار تليفزيوني معها لنفي اختفائها القسري وتعذيبها على يد قوات أمن الانقلاب.
قصة زبيدة
ظهرت والدة زبيدة إبراهيم "23 عام" وقالت: "أبحث عن ابنتي زبيدة منذ عشرة شهور، وأموت كل يوم مئة مرة، وسبق للسلطات المصرية أن اعتقلتها لمدة شهر عام 2016 وساعتها تعرضت للتعذيب والاغتصاب، وكل ما لا يرضي الله".. هكذا تكلمت الأم المكلومة.
وضجت مواقع التواصل بتعليقات عن حديث الأم الذي جاء ضمن فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحت عنوان "سحق المعارضة في مصر"، تناولت فيه ما تشهده مصر من اعتقالات وإخفاء قسري ووقائع تعذيب واغتصاب المعارضين ونشطاء داخل السجون.
وكما اعتقلت الشابة زبيدة إبراهيم بشكل غامض فقد كان الإفراج عنها مشابهًا، حيث تقول الأم إنها تلقت اتصالًا من أحد الأشخاص يخبرها بالعثور على ابنتها ملقاة على جانب أحد الطرق الصحراوية بمنطقة السادس من أكتوبر، وهي معصوبة العينين وفي حالة إعياء شديد.
أديب يحاول إنقاذ العسكر
في تمثيلية محكمة ومتقنة ومفاجئة، استضاف إعلامي الانقلاب عمرو أديب، مساء أمس الاثنين زبيدة، التي بدت مذعورة وخائفة ومترددة، خلال الإجابة عن أسئلته.
"زبيدة" أثارت بظهورها المفاجئ أمس، عدة تساؤلات.. حيث ظهرت رغم بلاغ أمها باختفائها قسريًا والحديث عن اغتصابها، خاصة أنه تم استضافتها عن طريق أمن الانقلاب الذي يعلم مكانها، وحقيقة وضعها، وزوجها الذي ظهر معها في البرنامج.
وخلال اللقاء ادعت "زبيدة": أنها متزوجة منذ عام فى شارع المنشية بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وأنجبت ولدًا، ويدعى حمزة وتمارس حياتها الطبيعية بكل حرية ودون أى مضايقات.
وأضافت زبيدة أنها لم تعلم بخروج والدتها فى BBC، حيث أكدت اختفاءها قسريا منذ عام، كاشفة عن أنها لم تتواصل مع والدتها لظروف خاصة لم تذكرها، وانفصلت عنها تمامًا بعدما تزوجت.
واعترف عمرو أديب أن الحوار تم بتنسيق "الأمن الوطني"، وهو ما ظهر في الخوف الذي كان مسيطرا على "زبيدة"، وتوقع عدد كبير من المعلقين أن الحوار تم تحت ضغوط شديدة، فيما ذهب آخرون إلى أنه ربما يكون تم اسدعاؤها من السجن للسيطرة على الاتهامات التي طالت حكومة الانقلاب بعد إذاعة فيلم البي بي سي.
نشطاء : لن تبيعوا الوهم لنا
توالت تعليقات النشطاء والسياسيين على حوار زبيدة مؤكدين على عدم تصديق إعلام الانقلاب الذي اعتاد على تزييف الحقائق لتحقيق مصالح العسكر، وتصدر هاشتاج #زبيدة موقع "تويتر" كأكثر الوسوم تعليقًا وتداولًا في مصر.
فقال الكاتب الصحفي جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون في تغريدة على "تويتر" : " طلب هيئة الاستعلامات من بي بي سي الاعتذار عن نشرها حوارا مع أم #زبيده فيه مجازفة ، لأنه محتمل أن تطلب القناة البريطانية إجراء مقابلة وبثها على الهواء مباشرة مع الفتاة وأمها وجها لوجه".
وأضاف سلطان في تغريدة أخرى : " بعيدا عن قصة السجن أو التعذيب أو حوار بي بي سي : فرضية أن تظهر فتاة صعيدية مثل #زبيده على شاشات التليفزيون ليراها الملايين وهي تكذب أمها وتقول أنها هربت من أسرتها لكي تتزوج بعيدا عنهم ، من الصعب فهم حدوثها طواعية ، والله أعلم".
وقال حسام الشوربجي الإعلامي بقناة مكملين في تغريدة على "تويتر" : " BBC وكالة أنباء عالمية لن تضحي بسمعتها من أجل محاربة #السيسي الإختفاء القسري معروف وجوده في مصر بدليل إختفاء سامى عنان ظهور #زبيدة مع عمرو اديب بهذا الشكل يظهر القهر و الخوف على وجه الفتاة بهذا الشكل حمدالله على سلامتك يا زبيدة".
وعلق عمرو عبد الهادي وكيل مؤسسي حزب الضمير الديموقراطي : " احلى حاجه في موضوع الامنجي عمرو اديب و المختفية قسريا #زبيده ان عمرو اتفضح اكتر ما هو مفضوح
يعني حوار مسجل و كمان معرفتوش تخرجوه مقنع ".
وقال أسامة رشدي المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية : " مراسلة ال #BBC
اجرت مقابلة مع ام #زبيدة في بيتها
رأت تقارير طبية وعاينت أم مكلومة وأسرة محطمة بعد خطف ابنتهم من عشرة أشهر
منتهي المهنية
أما أنت يا عمورة
تُمارس مهنة العسس وخنت مهنية الاعلام وقبلت ان تستخدم لفبركة رواية لو صحت لما كان للأمن علاقة بها
لن تبيع الوهم لنا!
#عمرو_اديب".
أضف تعليقك