تكمل دعوة الإخوان المسلمون في 22 مارس الجاري عامها التسعين، في ظل محنة وأزمة عاصفة تمر بها الأمة الإسلامية وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمون، إذ تنتفش الثورات المضادة بالبلاد العربية، إثر انحسار موجة الربيع العربي، التي من الممكن أن تطرق باب البلاد العربية ثانية في ظل قمع ومظالم لا تنتهي.
وكان لهذه الدعوة المباركة دور بارز في العديد من مجالات العمل العام في مصر وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، رافعة شعاراتها الخالدة "الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن شرعتنا والجهاد طريقتنا والشهادة أمنيتنا".
الصحوة الإسلامية
قادت الجماعة الصحوة الإسلامية في العديد من بلدان العالم، وسعت إلى تنشئة الشباب المسلم على المنهج والهدي والنبوي الكريم.
ففي مصر كان المرشد الأول للإخوان المسلمين حسن البنا يهدف للعودة إلى معين الدعوة الإسلامية الصافي في عصر صدر الإسلام، مؤسسا لنظام الأسر الذي يجمع شمل الأفراد في بوتقة واحدة تحت قيادة نقيب، إتباعا للنظام الذي أرساه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في مكة قبل الهجرة، وفي بيعة العقبة.
وحمل الدعوة في مصر بعد اغتيال البنا رجال عظام من أمثال حسن الهضيبي وعبد القادر عودة وسيد قطب وعمر التلمساني ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي وحامد أبو النصر ومصطفى مشهور ومحمد عبد الله الخطيب ولاشين أبو شنب ومأمون الهضيبي ومهدي عاكف ومحمد بديع.
وانطلق أبناء الإخوان في العديد من الأقطار وعلى رأسهم مصطفى السباعي في سوريا ومحفوظ نحناح في الجزائر وأحمد ياسين في فلسطين وراشد الغنوشي في تونس، وغيرهم العديد من فرسان الدعوة في ليبيا والمغرب والسودان والسنغال ولبنان والأردن وموريتانيا.
وحمل الإخوان العمل الخيري والإغاثي على كاهلهم، فأنشئوا العديد من الجمعيات الخيرية والمراكز الطبية الخيرية، وكان لممثليهم في النقابات المتباينة دور كبير في العمل الإغاثي في الكثير من بلدان العالم الإسلامي التي شهدت أزمات كبرى مثل فلسطين والبوسنة والصومال وأفغانستان والشيشان.
ولم يتوان الإخوان عن الجهاد في المناطق الإسلامية المحتلة، فشاركوا في حرب 1948 وردعوا الاحتلال الإنجليزي في حرب القناة ووقفوا ضد الاحتلال الروسي في أفغانستان ودعموا المجاهدين في فلسطين وغيرها من البلدان المنكوبة.
كما كان الإخوان عامل بناء في المجتمع، ناشرين العديد من الأخلاق والآداب الإسلامية، فلا ينسى المجتمع دورهم في نشر الحجاب بين السيدات والشابات، وإحياء سنن الاعتكاف وصلاة القيام والتهجد وصلاة العيد في العراء.
وحارب الإخوان العديد من المفاسد والبدع مثل دورهم الكبير في غلق بيوت الدعارة، ومحاربة بدعة الموالد والنذور لأهل القبور بالحكمة والموعظة الحسنة.
وكان لرجال الدعوة الإسلامية دور كبير في نشر الثقافة الإسلامية بين قطاعات المجتمع من خلال الكتب والأشرطة الدعوية والبرامج الهادفة، كما تصدوا لشبهات العلمانيين حول الشريعة الإسلامية.
واستثمر الإخوان العمل النقابي في نشر الفكر الإسلامي والعمل على خدمة زملاء المهنة بجد وإخلاص وتطوير العمل الخدمي بشكل ملحوظ، مقدمة العديد من رموز العمل النقابي، مثل الدكتور محمد علي بشر في نقابة المهندسين والدكتور محمد بديع في نقابة الأطباء البيطريين والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور حلمي الجزار والدكتور سناء أبو زيد في نقابة الأطباء والدكتور عمرو دراج في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة.
وتشهد مضابط مجلس الشعب على الدور الكبير الذي قاده الإخوان في تقنين الشريعة الإسلامية في عهد السادات بمشاركة الشيخ صلاح أبو إسماعيل والحاج حسن الجمل، كما قدموا الأنموذج المتميز في برلمان 2000 و2005، مقدمة نماذج مشرفة لنواب الشعب من أمثال الرئيس محمد مرسي، رئيس الجمهورية فيما بعد، والدكتور السيد عبد الحميد والمهندس سيد حزين والدكتور حمدي حسن وحسين إبراهيم والدكتور سعد الكتاتني والدكتور فريد إسماعيل والدكتور محمد البلتاجي.
كما نشر الإخوان المدارس الإسلامية المميزة في أرجاء مصر، لنشر التعليم والوعي بين الطلاب والطالبات.
وكان لهم دور كبير في المشاركة في ثورة 25 يناير 2011، وشهد لهم العدو قبل الصديق فيما عرف بموقعة الجمل 2 فبراير 2011.
وصمد الإخوان رغم قسوة المحن في عهد المجرم جمال عبد الناصر، وبعد انقلاب السفاح عبد الفتاح السيسي على الرئيس مرسي، مقدمين عشرات الشهداء من القادة والشباب والفتيات، أمثال عبد القادر عودة وسيد قطب ومحمد فرغلي ومهدي عاكف وفريد إسماعيل ومحمد كمال وسهام الجمل وأسماء البلتاجي وهالة أبو شيعيشع وحبيبة أحمد عبد العزيز.
أضف تعليقك