تهمة الاستقواء بالخارج، هى التهمة التى تستخدمها النظم القمعية ضد من يعارض هذه النظم، هذه التهمة، فلم يحدث أن هذه التهمة توجد فى قاموس الدول الديمقراطية، وغالباً ما يكون الهدف منها الهروب من مواجهة المشكلات المتفاقمة نتيجة للسياسات المتخبطة التى تنتهجها هذه الأنظمة، وهى لا تختلف كثيراً عن مصطلح أهل الشر الذى اخترعه النظام الانقلابى!!
وهذا ليس بغريب على هذه الأنظمة القمعية، التي تسمح لنفسها فقط بالتسلط، ومصادرة الحريات، وانتهاك الحقوق، والزج بالمعارضين في غياهب السجون والمعتقلات والعبث بالدستور والقوانين، وإرهاب المواطنين وبث الخوف والذعر فيهم، والتفريط في مقدرات الشعوب وتوقيع اتفاقيات وعقود مشبوهة، وإغراق البلاد في الديون، وفي المقابل تطلب من الشعوب أن يصبروا على القسوة والطغيان والظلم، وعدم نقل صورة لما يحدث فى بلادهم السعيدة، لأن ذلك فى عرف الطغاة استقواء بالخارج!!.
فعلى سبيل المثال الفيلم الوثائقي الذى بثته قناة “بي بي سي” البريطانية ،والذى تناول قضية الاختفاء القسرى للفتاة زبيدة، فقام على إثر ذلك نائب عام الانقلاب، بإصدار قرار بمتابعة قوى الشر التى تبث الأكاذيب على حد زعمه!!.
كما قام الإعلام الانقلابى المأجور بوصف قناة بى بى سى، بأنها عميلة تتعمد نشر أخبار عارية من الصحة كأكذوبة اختفاء الفتاة زبيدة قسريا، كما قام محامى الانقلاب، بتقديم بلاغ ومطالبته بترحيل مراسلة قناة بى بى سى، قامت هيئة استعلامات الانقلابى ضياء رشوان بمطالبة قناة بي بي سي بالاعتذار، ثم قامت داخلية وأجهزتها الأمنية، باعتقال أم زبيدة، بتهمة نشر أخبار كاذبة والاستقواء بالخارج.
وجريمة أم زبيدة، أنها كشفت عن اختفاء ابنتها قسريا، وتوجيه اتهام لداخلية الانقلاب بإخفاء بنتها والاعتداء عليها واغتصابها، وبأساليب الاجهزة الامنية البوليسية اللأخلاقية المرعبة، قاموا بإخراج فيلم هابط، حيث ظهرت الفتاة المنكوبة على شاشات التلفزة، مع الانقلابى المأجور، فاقد الضمير والإنسانية عمرو أديب لتكذب شهادة أمها، وهو ما ردّت عليه الأم المنكوبة بكشف تفاصيل اعتقال الفتاة وتعذيبها ثم رميها بعد قرابة شهر في مدينة السادس من أكتوبر.
تهمة الاستقواء بالخارج لمجرد دفاع أم عن ابنتها المغتصبة.
ووجهت لأم زبيدة تهمة الإستقواء بالخارج، لمجرد أنها دافعت عن ابنتها المغتصبة، لأن الإستقواء بالخارج في عرف نظام الانقلابى، حصرياً يكون له ولأذنابه ، حيث يقوم الصهاينة بحمايته، وقصف سيناء واستباحتها بزعم محاربة الإرهاب وتعقب البؤر الإرهابية!!
ولكن إصرار أم زبيدة على موقفها، وأن ما قالته فى الفيلم الوثائقى هو الصحيح ،ودفاعها المستميت عن ابنتها أصاب النظام الانقلابى الدموي بجنون البقر والبشر!! .
والسؤال كيف لنظام يقوم العدو الصهيونى بحمايته من شعبه أن يتهم أم تدافع عن شرف ابنتها المثلوم بالإستقواء بالخارج، لمجرد دفاعها عن ابنتها؟!!.
لأن النظام الانقلابى اعتبر أن ما قامت به أم زبيدة مجرد أكاديب وأباطيل تبثها وسائل الشر للنيل من سمعة النظام الانقلابى!!
وإذا كانت تهمة الأم المنكوبة أم زبيدة هي الاستقواء بالخارج، كما يروج لذلك النظام الانقلابى، وأن تهمة الرئيس المنتخب محمد مرسي، كانت التخابر مع حماس و قطر، فلماذا لا يحاكم قائد الانقلاب بنفس التهمة؟،فقد استعان بالصهاينة، من أجل قتل المصريين و من أجل تثبيت حكمه المغتصب و استعان بالسعودية و الامارات و تلقي أموالا طائلة بلغت أكثر من سبعين مليار للانقلاب على الرئيس الشرعي للبلاد واغتصاب الحكم و تدمير البلاد!!
وإذا كان الإستقواء بالخارج تهمة يعاقب عليها القانون فلماذا لم يحاكم المستشار أحمد الزند وزير عدل الانقلاب، الذى طالب باستدعاء أمريكا ضد الرئيس محمد مرسى ، فقد قال مخاطباً الرئيس الأمريكى: ي سابقة خطيرة رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند يناشد الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بالتدخل في الشأن المصري ويقول:
أقول للرئيس أوباما اذا كنت لا تدري ما يحدث في مصر فتلك مصيبة واذا كنت تدري فالمصيبة أعظم، ان ما يحدث من اعتداء على الحريات ومطاردة للنشطاء وتضييق للأحزاب لهو أمر يجل عن الوصف، أمريكا التي رعت وترعى عليها ان تتحمل مسئوليتها في رفع هذا العبء عن كاهل الشعب المصري !!!
وقد نشر الانقلابى علاء الأسوانى، بعض فضائح نجيب ساويرس وكيف أنه يطلب من الدول الأجنبية التدخل فى الشأن المصرى تحت زعم حماية الأقباط الذين يتعرضون للاضطهاد الدينى كما زعم :حيث قال الأسواني :منذ بضعة شهور سافر نجيب ساويرس في زيارة إلى كندا أجرى خلالها عدة مقابلات في التليفزيون، وقد كرر ساويرس ـــ في كل لقاءاته ــ مطالبته للدول الغربية بالتدخل في مصر من أجل حماية الاقباط ومساعدة الليبراليين في بناء الدولة المدنية وعندما اعترض المذيع على تدخل الغرب في شئون مصر صاح ساويرس غاضبا :
لماذا تتركون قطر والسعودية تمولان الاخوان المسلمين .؟!. اما أن تمنعوا هذا التمويل او تتدخلوا في مصر لصالحنا ..
وفي لقاء آخر مع المذيعة الكندية كريستينا فريلاند طالب ساويرس الغرب بالتدخل لحماية الاقباط والليبراليين من الاسلاميين وعندما اعترضت المذيعة على التدخل في شئون مصر قال ساويرس بالحرف :
عندما تتدخل الدول الغربية لدعمنا لا يجب أن يكون ذلك علنا!!
واندهشت المذيعة وقالت :
أنت اذن تطالب الدول الغربية بدعم سري!!
وقال الأسوانى أيضاً الغريب أن ساويرس الذى التقى كثيرا بمسئولين ورجال أعمال اسرائيليين من أجل مشروعاته في اسرائيل، غضب منى لأنني التقيت الرئيس مرسى!!.
فمن الذى يجب أن يحاكم بتهم الإستقواء بالخارج، أم زبيدة ،ولا عصابة على بابا؟؟.
أضف تعليقك