بقلم: أروى نور أردوغان
"الحرب تقوم مع من يريد الحرب أما السلام للناس الشرفاء"
(محمد الفاتح)
صراع الشرق والغرب الذي نشب منذ عدة قرون في إسطنبول ينتظر فاتح! في 29 مايو 1453، فتح الأتراك إسطنبول، بينما كان يترنح الغرب، ويصرخ الكهنة في الكنائس. ومن ناحية أخرى كان ذلك باب أمل للمسلمين الذين عانوا من الاضطهاد في إسبانيا.
كان محمد فاتح صبي ذكي جدا، جذب ذكائه انتباه الجميع. أرسله والده مراد إلى عالم كبير اسمه ملا غوراني، لم يكن المال هدفه، ولكن كان هدفه تربية شخص على خلق رفيع. قضى محمد فاتح وقته في المجالس العلمية. كان لدى فاتح مكتبة غنية من آلاف المجلدات، خاصة بعد فتح إسطنبول. وكانت مكتبته تتكون من كتب مختلفة ومتنوعة. وكان يقرأ كتب المختلفة مثل الشاهنامه والإلياذة وهوميروس.. كما أن ظهور ترجمة بطليموس من اليونانية إلى التركية في عصره، اطلاعه أيضا على كتاب هوميروس الشهير الإلياذة وغيرها من أعمال مفكرين اليونان القديمة، ومؤرخي الرومان، والأباطرة، ملوك فرنسا، والإسكندر الأكبر، تدل على اهتمامه الكبير بالعلوم الجغرافية. وكان الفاتح يعرف سبع لغات، وكان مثقف ومستنير.
بعض الأشخاص يقومون بتفسيرات مختلفة حول محمد الفاتح في الفترة الأخيرة، وسببها الوحيد قد يكون فقط الغيرة! هم يجهلون الوثائق التاريخية ويقولون عكسها. الفاتح كان بمعنى الكلمة، وكان متسامحا مع غير المسلمين أيضاً.. هل الفاتح هو غير المتسامح أم الغرب الذي قتل المسلمين في محاكم التفتيش؟ من هم البربر إذا؟
كان الفاتح رجل متزن رصين، يسير على خطى النبي، روحه سامية ومتواضع، على دراية بالغرب أيضا. وكان في قصره هناك أناس من الشرق والغرب فوازن بين الحضارة الشرقية والغربية. كانت فلسفة وسياسية فاتح هما: دولة واحدة، إمبراطورية واحدة، دين واحد! هدفه الوحيد هو خدمة الإسلام والإنسانية. أراد أن يُحيي العدالة..
ولم يستسلم أبدا لأنه كان يريد أن يجعل هذه المدينة إسلامية .إنه حسب كل شيء، وأبحر بسفنه الحربية قائدا جيشه في ليلة واحدة كان الروم في دهشة، يتساءلون كيف حدث ذلك؟ فكان يحدث ذلك بعون الله. وكان الإسلام ينظر هذا الفتح منذ عدة قرون.
بعد الفتح صاحت الكنائس: إن محمد الثاني "الفاتح" سوف يذبحكم في بيوتكم. إذا ماذا فعل محمد الفاتح من أجل المسيحيين؟ أصدر مرسوما فحواه:
- لا أحد سوف يزعجهم لا أحد سوف يزعجهم، وسوف يكونون قادرين على العيش بشكل مريح في البلاد.
- حتى أولئك الذين يهربون سيعيشون في أمان. - سيكونون قادرين على الجلوس في البلاد دون خوف.
- سوف يستقرون في كنائسهم.
- لا أحد سيضر هؤلاء الناس أو ممتلكاتهم.
هذه هو تسامح الإسلام. بعد وفاته قُرعت أجراس الكنائس صباحا مساء، ولمدة ثلاثة أيام متتالية بهدف الاحتفال..!
في هذه الأيام، نسير في إسطنبول الحديثة وهناك لوحات وأضواء في كل مكان، جدران إسطنبول حزينة. نحن ننسى كل شيء، كل شيء يتغير ونحن نتغير، نحن لا نتساءل عن قصة برج الفتاة، نحن لا نعرف قصة مسجد السلطان ميهريما، ربما لم نزر قبر محمد الفاتح؟! لا نعرف الحب والحبيب.. نحن بعيدون عن تاريخنا. ولكن إسطنبول حب الجميع.. إنها تحمل آثار محمد الفاتح!
هناك تذكار في كل مجال. البحر مثل اللوحة الأدبية ولا يزال يحبنا.. أنا أعيش في مدينة مختلفة، ولكن أشتاق إلى إسطنبول كل يوم.. أفتقد المجالس الأدبية داخل الأبنية العثمانية القديمة، ومعارض الكتب، وأمسيات الشعر، أشتاق إلى رائحة القهوة.. ولمس ورق الكتب القديمة في الصحافلر -الصحافلر: تقع في منطقة بيذيت في إسطنبول، بها مكتبات قديمة. فهناك يمكنكم أن تجدوا الكتب التراثية والقديمة جدا، وكلمة صحافلر عثمانية، أصلها يأتي من كلمة "الصحيفة" في اللغة العربية-.
كان محمد الفاتح يقول: نحن ذاهبون لفتح القلوب، وليس الأراضي..
رحم الله الميت وأطال عمر من بقى.
أضف تعليقك