أعلنت شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية المتهمة بالاستحواذ على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع فيسبوك، واستخدامها بطريقة غير قانونية، تعليق عمل مديرها ألكسندر نيكس بعد أن أصبح محط جدل كبير، ومطالبات من مشرعين على جانبي الأطلسي بالكشف عن البيانات المنتهكة.
وهذه الفضيحة المدوّية التي أدت إلى تراجع أسهم فيسبوك انفجرت إثر معلومات أفادت بأن الشركة البريطانية التي عملت لمصلحة حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية جمعت بيانات لخمسين مليون مستخدم لفيسبوك، وأساءت استخدامها.
وتراجع سهم فيسبوك 8% يوم الاثنين وما يصل إلى 5.5% يوم الثلاثاء ليتم تداوله عند مستوى 164 دولارا في بورصة نيويورك، وبذلك فقدت الشركة ما يصل إلى 60 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وظهرت للسطح تسجيلات يتفاخر فيها نيكس بالدور الموسّع لشركته في الحملة الانتخابية لترامب، زاعما أنها قامت بكل بحوث وتحليلات الحملة، وكذلك حملاتها التلفزيونية والرقمية.
وفي التسجيل السري، الذي حصلت عليه محطة "تشانل فور نيوز" البريطانية، كشف نيكس عن استخدام شركته نظام بريد إلكتروني سري للتدمير الذاتي.
وقال عن هذه الأداة التي تمسح رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعتين من قراءتها "لا يوجد دليل.. لا يوجد أثر.. لا يوجد أي شيء".
وأذاعت المحطة مقابلة أجريت في تشرين الأول / أكتوبر 2017 مع هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الخاسرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 قالت فيها إنها واجهت جهدا دعائيا ضخما.
وأضافت كلينتون: "كان هناك نوع جديد يدار على الجانب الآخر، الأمر أثّر في فكر الناخبين".
وقالت كلينتون في المقابلة إن احتمالية تورط "كامبريدج أناليتيكا" في المحاولة المزعومة لروسيا للتأثير في الانتخابات أمر "مزعج جداً". لكن الشركة تنفي بشدة أي تورط لها في الأمر.
ولدى الإعلان عن تعليق عمل نيكس، قال مجلس إدارة "كامبريدج أناليتيكا" إن مديرها سيتنحى عن منصبه فوراً بانتظار انتهاء التحقيقات التي ستجرى في المزاعم المتعددة.
وتضمّنت التسجيلات مع المراسل السري، تفاخُر "نيكس" أيضا بالإيقاع بسياسيين، والعمل بشكل سري في انتخابات في أرجاء العالم عبر شركات في الواجهة.
وقالت الشركة في بيانها: "بالنسبة إلى مجلس الإدارة، فإن تصريحات نيكس الأخيرة التي سجّلتها القناة الرابعة والمزاعم الأخرى لا تمثّل القيم أو عمليات الشركة ووقفه عن العمل يعكس الجديّة التي نرى بها هذا الانتهاك".
ونفت شركة "كامبريدج أناليتيكا" بشكل قطعي أن تكون قد جمعت بيانات خمسين مليون مستخدم لفيسبوك من دون موافقتهم بهدف دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب.
وزجت الأزمة بشركة فيسبوك في فضيحة كبرى، حيث ستخضع للتحقيق على جانبي الأطلسي بسبب إساءة استخدامها للبيانات الشخصية لمستخدميها. وأدى ذلك لهبوط سعر سهم أكبر مواقع التوصل الاجتماعي.
وقررت السلطات الأوروبية والبريطانية المكلفة حماية المعطيات، التحقيق بشأن الشركة البريطانية، في حين دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس فيسبوك لتقديم توضيحات.
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إن السلطات المكلفة حماية المعطيات في دول الاتحاد الأوروبي تبحث هذا الموضوع في اجتماع لمجموعة 29، وهي هيئة التعاون الأوروبية. كما أعلن أن ممثلة للمفوضية بواشنطن ستطلب الثلاثاء "توضيحات" من فيسبوك.
وأعلن رئيس البرلمان الأوروبي، أنتونيو تاجاني، من جهته، الاثنين، أن النواب الأوروبيين سيحققون بشكل كامل في هذا الانتهاك غير المقبول للحق في سرية المعطيات الذي كانت كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "ذي أوبزيرفر"، نسخة الأحد من الغارديان البريطانية.
وفي المملكة المتحدة طلب مكتب مفوض الإعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، الإذن في التحقيق داخل الشركة المعنية حتى يمكنه تفتيش الخوادم وإجراء عملية تدقيق في المعطيات.
وأكد المكتب أنه طلب منذ السابع من آذار/ مارس من شركة "كامبريدج أناليتيكا" الوصول إلى ملفاتها ومعطياتها، من دون أن يحصل على جواب في الآجال المحددة.
وأوضحت رئيسة المكتب إليزابيث دينهام أنها طلبت وحصلت من شبكة فيسبوك أن توقف تحقيقها بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" لأنه يمكن أن يؤثر في تحقيق المكتب. وعلاوة على ذلك اتهم مسؤولون في شركة "كامبريدج أناليتيكا" بالسعي للإيقاع بسياسيين من خلال محاولة رشوتهم أو عبر أدوات غير مشروعة.
وبثت قناة "تشانل فور نيوز"، مساء الاثنين، تحقيقا يظهر فيه المدير العام للشركة ألكسندر نيكس من خلال كاميرا خفية. ورداً على أسئلة صحفي قدّم نفسه باعتباره وسيطاً ثريا سريلانكيا يريد دعم مرشحين في انتخابات، اقترح نيكس تقنيات لعرقلة خصم سياسي.
أضف تعليقك