• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الشيخ المناضل الفلسطيني أحمد ياسين، وهو من يتمتع موقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحدًا من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.

سيرته 

ولد الشيخ الشهيد عام 1938 في قرية الجورة، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللًا تامًا، وعلى الرغم من أنه استمر حتى وفاته، إلا أنه لم يؤثر في شخصية الشيخ الشهيد، ولم يقلل من حماسه وتوقد ذهنه وذكائه، التي استخدمها في سبيل القضية الفلسطينية.

وعانى كذلك، -إضافة إلى الشلل التام- من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد مخابرات الاحتلال في فترة اعتقاله، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض.

عمل الشيخ مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، ثم عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.

في العام 1968، اختير الشيخ أحمد ياسين لقيادة الحركة في فلسطين فبدأ ببناء جسم الحركة، فأسس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وكان له الدور البارز في تأسيس الجامعة الإسلامية، وبدأ التفكير في العمل العسكري.

تأسيس حركة حماس

اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة كيان الاحتلال من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً، ولكن أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أسس الشيخ مع مجموعة من النشطاء، تنظيمًا إسلاميًا أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.

في ليلة 18/5/1989، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.

وفي 16 أكتوبر 1991، أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية حكمًا بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عامًا أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود الاحتلال، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997، جرت بين الأردن وكيان الاحتلال في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية، القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لكيان الاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين، وأفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

في شهر مايو عام 1998، قام الشيخ ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج، نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة، فأثار الاحتلال آنذاك حيث قامت أجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد الاحتلال بالخارج".

وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة، كثيرًا ما كانت تلجا السلطة للضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية.

اغتياله 

تعرض الشيخ أحمد ياسين لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية صهيوني، المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه، ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.

فجر يوم الاثنين الموافق 22 مارس 2004، استشهد الشيخ ياسين لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية إسرائيلية، بثلاثة صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة.

كما استشهد في هذه العملية التي أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرئيل شارون 7 من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه.

 

أضف تعليقك