بقلم: محمد عبدالقدوس
كانت متفوقة فى دراستها الأولى دومًا، وبعد تخرجها من الجامعة بامتياز رفضت كل محاولات أسرتها للزواج، وقد تقدم لها أكثر من عريس، وقررت تكريس حياتها للعمل؛ خاصة وأنها تعمل فى مجال بالغ الخطورة وهو الذرة.
وبعد فترة من عملها هناك "طب قلبها"، ووقعت فى حب أحد زملائها؛ فتراجعت عن فكرة الإضراب عن الزواج، ودخلت عش الزوجية مع حبيب القلب!! ولم تكن تريد الإنجاب بينما زوجها "يحب العيال"، وتنازل كل واحد منهما عن رأيه، واتفقوا على حل وسط يتمثل فى إنجاب طفل واحد فقط لا غير!! وأخذت إجازة من عملها للوضع، ورعاية فلذة كبدها خاصة فى شهوره الأولى، ولم تكن تشعر بالتعاسة، وهى بعيدة عن عملها بل كانت فى منتهى السعادة، وهى مع طفلها الوحيد، ثم عادت إلى عملها من جديد أقل حماسة فى العمل؛ لأن قلبها وعقلها وكل وجدانها مع أغلى ما فى حياتها، واضطرت إلى الاستعانة بمربية للإشراف عليه فى غيابها، واستمرت متألقة ومتفوقة كعادتها فى عملها رغم أن ابنها يشغل تفكيرها، ثم فجأة مرض فلذة كبدها بمرض غامض، وأخذت إجازة مفتوحة، ونسيت تمامًا كل مشاكل الذرة!! ومشكلتها الوحيدة كانت فى ضعف صحة ابنها، وطالت إجازتها، ولم تعد مواكبة لما يحدث فى مجال عملها، حيث أن ابنها أهم من الذرة، واضطرت إلى تقديم استقالتها غير آسفة بعدما قررت التفرغ الكامل لرعاية ابنها.
وهذه قصة واقعية كتبها حبيبى أبى الراحل إحسان عبد القدوس تحت عنوان "استقالة عالمة ذرة" تذكرتها بمناسبة قدوم الربيع وعيد الأم، وقررت إعادة نشرها من جديد.
أضف تعليقك