يقدم لكم موقع "الشرقية أون لاين" مُلخصًا لكتاب سيكولوجية الجماهير لمؤسس علم نفسية الجماهير غوستاف لوبون، والذي تم نشره للمرة الأولى عام 1895، أي بعد الثورة الفرنسية بنحو 100 عام؛ حيث العصر المليء بالاضطرابات الجماهيرية العنيفة والحروب والتمرد الشعبي وضعف الحكومات وانقسام الأحزاب و العجز عن مواجهة المتمردين.
فيما يلي نستكمل لكم اقتباسات من الكتاب:
يقول لوبون في كتابه عن محدودية تغيير عقائد الجماهير وآرائها: "هناك عقائد إيمانية كبرى ودائمة تدوم قرونًا وترتكز عليها الحضارة, مثل النظام الإقطاعى فى الماضى، ثم الأفكار "المسيحية" ثم أفكار "الإصلاح المسيحى" ( لوثر)، ثم الأفكار الديموقراطية والإجتماعية … وهناك أفكار وآراء عابرة ومتغيرة مثل النظريات التى توجّه الفنون والآداب.
فوق العقائد الراسخة تتموضع طبقة سطحية من الآراء والأفكار التى تولد وتموت باستمرار، وعادةً لا تتجاوز فترة حياتها جيلًا واحدًا، كل المتغيرات المضادة للعقائد العامة ولعواطف العرق لا تعيش طويلًا، و يستعيد التيار العام مجراه من جديد".
وعن تصنيفات الجماهير فيرى لوبون، أن "الجماهير تنقسم إلى 1)الجماهير الغير متجانسة:
وهى مؤلفة من أفراد بغض النظر عن مهنتهم أو ذكائهم، تهيمن روح العرق كليًا على روح الجمهور الغير متجانس، وهي الجوهر الفوي الذي يحد من التذبذب والتغير، وتكون خصائص الجماهير أقل حدة وبروزاً، كلما كانت روح العرق أكثر قوة.
وهذا قانون أساسي؛ إن حالة الجمهور وهيمنة الجماهير تشكلان نوعًا من الهمجية أو عودة الهمجية؛ وفيما عدا عامل العرق فإن التصنيف الوحيد المهم بالنسبة للجماهير غير المنسجمة أو الغير متجانسة هو الفصل بين الجماهير المغفلة كجماهير الشارع، والجماهير غير المغفلة كالمجالس البرلمانية وهيئات المحلفين مثلاً. إن الشعور بالمسئولية معدوم لدى الجماهير الأولى ومتطور لدى الثانية وهو يفرض على أعمالهم توجهات مختلفة غالبًا.
2)الجماهير المتجانسة: (الطائفة، الزمرة، الطبقات)
فالطائفة تشكل المرحلة الأولى من مراحل تشكل الجماهير المتجانسة؛ فهي تحتوي على أفراد من ثقافات ومهن وأوساط مختلفة أحيانًا، وليس بينها من رابطة إلا العقيدة والإيمان؛ منها الطوائف الدينية والسياسية.
والزمرة فتمثل أعلى درجات التنظيم التي يقدر عليها الجمهور؛ فهي لا تشمل إلا أفرادًا من نفس المهنة وبالتالي ذوي تربية وأوساط متماثلة تقريبًا، ومنها الزمرة العسكرية والكنهوتية.
وأما الطبقة فتتشكل من أفراد ذوي أصول مختلفة وموحدين ليس عن طريق اشتراكهم في العقائد كأعضاء الطائفة، وليس عن طريق اشتراكهم في الاهتمامات المهنية كأعضاء الزمرة، وإنما عن طريق بعض المصالح وبعض عادات الحياة والتربية المتشابهة، ومنها الطبقة البورجوازية، والطبقة الزراعية، إلخ..".
أضف تعليقك