يواجه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تحدي كبير في مسرحية الانتخابات، وهو تصويت أكبر عدد ممكن من المواطنين، لمواجهة دعوات مقاطعة التصويت وعزوف غالبية المواطنين عن المشاركة في انتخابات نتيجتها محسومة سلفا لصالح السفاح.

وفي سبيل مواجهة هذا العزوف، لجأت سلطات الانقلاب إلى وسائل الإجبار والترهيب وكذا الترغيب لدفع المواطنين للمشاركة في المسرحية الهزلية التي انطلقت أمس الاثنين وتستمر حتى غدًا الأربعاء.

طرق التهديد 

وقال موظفون حكوميون إن تعليمات، بعضها مكتوب وأغلبها شفوي، جاءت من جهات أمنية صدرت لجميع المؤسسات الحكومية بضرورة حشد الموظفين للمشاركة في الانتخابات بأي طريقة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي شهادات لموظفين أكدوا فيها، إن تعليمات مشددة وردت لجميع العاملين بالذهاب إلى لجان الاقتراع وإلا سيتعرضون للتحقيق في جهاز الأمن الوطني تمهيدًا لفصلهم من العمل بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان.

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من قرار إداري بمنطقة القليوبية الأزهرية التعليمية تتضمن تعليمات من مدير المنطقة لجميع المعلمين والموظفين بالمشاركة في الانتخابات بشكل إجباري وعدم التسامح مطلقًا مع أي ممتنع عن التصويت.

وأظهر القرار تقسيم العاملين إلى ثلاث مجموعات لتقوم كل مجموعة بالتصويت في الانتخابات بأيامها الثلاثة حتى تبدو اللجان دائمًا ممتلئة بالناخبين، مع تعيين قائد لكل مجموعة يصحبهم إلى اللجان ويتأكد من إدلائهم بالصوت ومن وجود الحبر الفسفوري بإصبع كل موظف.

وبعد تداول ذلك القرار على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرضه للانتقاد الشديد من العاملين بالمعاهد والإدارات الأزهرية، أعلنت المنطقة المركزية للأزهر بالقليوبية إلغاءها لهذا الأمر.

وأوضح الشيخ إبراهيم الحاج، رئيس الإدارة المركزية للأزهر بالقليوبية، في بيان له أول أمس الأحد، أن المنشور الملغي كان هدفه الحث على المشاركة في الانتخابات ووضع ضمانة تؤكد أن الموظف خرج من المعهد واتجه للإدلاء بصوته منعًا لما أسماه "التزويغ"، مؤكدًا الاكتفاء بتقسيم قوة العمل بكل إدارة بواقع 50% في اليوم الأول، و50% في اليوم الثاني، وتخصيص اليوم الثالث لأبناء المحافظات البعيدة للتصويت في أماكن إقامتهم، على حد زعمه.

وأيضًا تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر طريقة إجبار المعلمين على التصويت في مسرحية الانتخابات الرئاسية.

وظهر في الفيديو موفد من وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب يدعى محسن أبوسرحان، وقام بتهديد المعلمين بمدرسة كفر كلا الباب الابتدائية الجديدة بمركز السنطة بالغربية، ويجبرهم على التصويت بالانتخابات والتوقيع بالبصمة على كارت خارجي لإثبات المشاركة.

ووصل الأمر إلى حد مطالبة صحيفة "صوت الأمة" الانقلابية، المؤيدة للنظام في تقرير لها أول أمس الأحد، بإظهار العصا الغليظة لمن أسمتهم "أهل الشر وأهل السلبية" من الشعب، وإجبار المواطنين على المشاركة في الانتخابات عبر تطبيق القانون وتوقيع عقوبة الحبس على الممتنعين عن التصويت!

الترغيب بالرشاوى

وخلال الساعات الماضية توسعت الرشاوي الانتخابية لتحفيز المصريين على المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية، حيث نشرت صفحة قناة الجزيرة الإخبارية، اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو يوثق وجود رشاوي انتخابية، في محاولة من مؤيدي النظام العسكري في جذب المواطنين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المزعومة. 

وأظهر مقطع الفيديو، أحد المواطنين وهو يتحدث عن تقديم بعض مؤيدي النظام العسكري المتواجدين أمام أحدى اللجان في مدينة 6 أكتوبر، رشاوي انتخابية لجذب المواطنين للإدلاء بأصواتهم.

وأكد المتحدث في الفيديو، أنه بعد الإدلاء بصوته تفاجئ بشخص يريد مكافئته بسبب مشاركته في العملية الانتخابية، وقام بأعطاءه كارت مكتوب عليه "ضاحي"، مشيرًا إلى أن المكافئة كانت بعد المواد التموينة كـ الزيت و المكرونة وشاي.

وتوالت الرشاوي، وجاء أبرزها في التخفيضات التي أعلنتها مدينة الألعاب الترفيهية "دريم بارك"، التي قدمت في إعلان لها عن تخفيضات تصل إلى 50% خلال أيام 26 و27 و28 من مارس الجاري، للمشاركين في الانتخابات الرئاسية، واشترطت مدينة الألعاب الشهيرة إظهار الحبر السري باللون الفوسفورى، عند الدخول من بوابات المدينة بيد الراغبين في الحصول على التخفيض.

العرض الذي قدمته "دريم بارك " لم يكن الأول حيث سبق لها وأن قدمت نفس العرض يوم 11/11/2016 والذي كان مقررًا فيه التظاهر بشكل كبير ضد قائد الانقلاب.

وفي نفس السياق أعلنت إدارة مجموعة "هايبر1" عن عروض وتخفيضات تصل لـ 50% على كل المنتجات المعروضة في مقرها الكبير بمدينة الشيخ زايد باستثناء الأدوات الكهربائية، واشترطت المجموعة التجارية وجود الحبر السري باللون الفسفوري في يد المشترين.

وفي محافظة بورسعيد أعلن مجموعة من رجال الأعمال الداعمين لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تقديم تخفيضات تصل إلى 40% على الملابس وأدوات المنزل، خلال أيام الانتخابات الثلاثة، وبنفس شرط وجود الحبر السري أو صورة "سليفي" من داخل لجنة الانتخابات.

أما أغرب الرشاوي فقد قدمها المركز الثقافي الروسي بالقاهرة والذي أعلن عبر صفحته على "الفيسبوك" عن تخفيضات 50% على دوراته في الجرافيك وغيرها من المهارات الأخرى، بمناسبة مسرحية الانتخابات الرئاسية في كل من روسيا ومصر على حد سواء، وخصم 15% أخرى تحت عنوان "سيلفي الانتخابات"، حيث اشترط المركز تقديم صورة "سيلفي" للمصريين الراغبين في الحصول على التخفيضات من داخل لجنة الانتخابات.