أخبرت حضرتك من قبل أن علماء إسلامنا الجميل كان لهم وجهة نظر في حديث نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام :"خاب قوم ولوا أمرهم أمرأة". رفضوا تعميمه ليشمل كل العصور ويكون قاعدة عامة وأكدوا على ضرورة أن يقتصر هذا الكلام على المناسبة الخاصة التي قيل فيها لا يتعداها.
وإمام عصره الشيخ محمد الغزالي له رأي واضح في هذا الموضوع يقول : المرأة دورها الأساسي في الحياة وهي الأمومة وتربية أولادها ورعاية بيتها، وبعد ذلك من حقها العمل في شتى المجالات! ويضيف قائلا : هناك أعمال شاقة لا تصلح لها المرأة إلا استثناء مثل قيادة الطائرات والدبابات ، والأعمال المدنية الصعبة التي لا يصلح لها إلا الرجال بالدرجة الأولى. وقيادة الدول من هذه الأعمال ، والتاريخ قديما وحديثا يؤكد أن المرأة في هذا المجال استثناء ، والقرآن الكريم أشار إلى إحداهن واشاد بها وهي ملكة سبأ.
وفي عصرنا الحديث تجد أن سيدتي لم تصل حتى هذه اللحظة إلى قيادة دول تقوم بتدليل المرأة مثل أمريكا وفرنسا وإيطاليا ، وما زال الرجال يحتكرون هذا المنصب. ودول أخرى نجحت المرأة في كسر هذا الاحتكار وعلى رأسها بلاد الإنجليز حيث رأينا مارجريت تاتشر تصل إلى منصب رئيس الوزراء وتقود شعبها بنجاح ، واشتهرت باسم المرأة الحديدية.
ويقول الشيخ الغزالي ردا على هؤلاء المتشددين الذين يرفضون حكم المرأة.. “مارجريت تاتشر” أراها أشرف من حكام العرب! فهي تحكم بلادها بالعدل والحرية وتحترم حقوق الإنسان.. بينما يظن معظم هؤلاء الذين يحكمون بلاد العرب أنهم مبعوثوا العناية الإلهية!! والواحد منهم يظن أنه جاء في الوقت المناسب لإنقاذ بلاده وفعل ما لم يفعله أحد من قبل ، فهو الزعيم الملهم ودوما يفوز بنسبة 99% من الأصوات ، وكلمته لا يردها أحد فهو فوق القانون وكل سلطات الدولة الأخرى ونظامه يقوم على القهر والظلم ولا مكان في بلاد أمجاد يا عرب أمجاد للديمقراطية والمعارضة وحقوق الإنسان!!
ويتساءل الشيخ الغزالي : أيهما أقرب إلى النظام الإسلامي.. حكم مارجريت تاتشر أم حكم الحكام العرب.. الإجابة معروفة.
أضف تعليقك