الدكتور : محمد سعيد بكر
ﺻﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ : ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ، ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻌﻲ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻊ .. ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﻫﺎﺕ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ : ﻻ ﻳﺼﺤﺒﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺳﻮﺭﺗﻲ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ، ﺛﻢ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺃﻛﻤﻞ … ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺳﻤﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻭﻻً.
ﻓﻘﺎﻝ المنادي : ﻻ ﻳﺘﺒﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻛﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ، ﻓﻄﺄﻃﺄﺕ ﺭﺃﺳﻲ ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ .
ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﻗﺎﺋﻼ ً: ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻣﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻟﻴﺴﺘﺸﻌﺮ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻳﺒﻴﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ .. ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺃﺳﺘﺮﺟﻊ ﻣﺎ ﺃﺣﻔﻆ ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻨﻲ ﺃﺣﻔﻆ ﺇﻻ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺜﻴﻦ ، ﺇﻥ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻛﺎﻣﻼً ﻻ ﺃﻇﻨﻨﻲ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ : ﺑﻘﻲ ﺷﺮﻃﺎﻥ ، ﻻ ﻳﺼﺤﺒﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻷﻫﻠﻪ ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻭﻗﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ . ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﻋﻠﻲَّ ﻟﻔﻼﻥ ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻔﻼﻥ ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﻷﻳﺎﻡٍ ﻷﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺃﻗﺴﺎﻁ ﻭﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﻭ.. ﻭ..
ﻓﺼﺮﺥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ : ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠﻲَّ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭﺷﺘﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﻜﺘﻨﻲ ﻭﻣﺰﻗﺘﻨﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﻻ ﻳﺼﺤﺒﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣِﺜْﻞَ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻜﻤﺎ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮﺭﻫﻢ ﻳﺤﺮﺳﻮﻥ ، ﺑﺎﺕ ﻫﻮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻳُﺼﻠّﻮﻥ ، ﻭﺳﻬﺮ ﻳﻘﻠﺐ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻛﻤﺎ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻳﻘﺒﻀﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺩﻗﻬﻢ .
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﻼ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺷﺮﻃﻪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳُﺘﻢَّ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻱ.
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻠﻔﺖُّ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻵﻻﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻱ ، ﻛﻠﻬﻢ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻻ ﻋﺪﺩًﺍ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ، ﻓﺄﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺒﻀﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﻵﻻﻑ .
ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺷﺮﻃﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒًﺎ ﺑﻼ ﻋﺪﺩ ﻳﻔﺮﺣﻚ ﺃﻭ ﺟﻴﺶ ﻳﺆﺍﺯﺭﻙ؟
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ، ﻓﻤﻌﺎﺭﻛﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﺴﺎﺩٍ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋُﺒَّﺎﺩ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻠﻮﺏ ﻭﻃﻬﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﻭﺁﻻﺕ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : (ﻭﻟﻢ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻚ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ) ؟ ﻗﻠﺖ : ﻭﻫﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻐﻴَّﺮ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻤﺮ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﻓﺈﻥْ ﻓﺎﺗﻚ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻐﺪ ، ﻟﻜﻦ ﺣﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ، ﻭﻻﺕَ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺪم .
ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻤﻦ ﻣﻌﻪ : ﻫﻴﺎ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ .. ﻓﻠﻤﺜﻠﻜﻢ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .. ﻭﻋﻦ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻳُﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ .
أضف تعليقك