طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قادة القمة العربية الـ 29 التي تعقد في مدينة الظهران السعودية اليوم بـ "وضع خطة لمصالحة عربية شاملة، وإقامة حوار حضاري لحل الخلافات".
جاء ذلك في رسالة وجهها اتحاد علماء المسلمين للقادة العرب في قمتهم أمس السبت، قال فيها إنه يطالبهم بتحمل مسؤولياتهم للخروج مما تعانيه الأمة من تفرق وضعف.
إلى قادة الدول العربية المجتمعين في القمة العربية في المملكة العربية السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فلا يخفى عليكم ما تعانيه أمتنا الإسلامية من التفرق، والتمزق، والتخلف، وما آلت إليه من الضعف والهوان، بسبب الفرقة التي أنهكت جسم الأمة، والنزاعات التي نخرت فيه فأضعفته، وهو ما حذر الله تعالى منه فقال: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، وأنذر عاقبته النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يوشك أن تَداعى عليكم الأمم ، كما تَداعى الأكلةُ إلى قصعتها. قالوا: أومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل(
إن من واجب العلماء النصيحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺛﻼﺛﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻟﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭلرسوله ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣتهم). وعلى ذلك سار الاتحاد دائما، وشعاره: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا(
لذا فنحن ندعو قادة الدول العربية إلى ما يلي :
أولا: وضع خطة واقعية للخروج من هذه الأزمات التي ألمت بأمتنا، على أن تتوجه قوى الأمة لإنقاذ القدس وتحرير المسجد الأقصى، بدلا من تدمير الأمة من داخلها، فإن جيوش العرب والمسلمين تأسست لمواجهة الأعداء، وليس للحروب الداخلية، ولا لقمع وتدمير الشعوب.
وذلك بدعم المقاومة الشريفة المشروعة ضد الاحتلال، ودعم المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بدلا من دعم العدو وحلفائه وتبذير المليارات وإضاعة مقدرات البلاد لإرضائهم.
ثانيا: نطالب القادة بالمصالحة الشاملة بين الدول العربية بعضها وبعض، وبين الحكومات وشعوبها، وذلك بإقامة حوار حضاري لحل الخلافات العربية والإسلامية.
ثالثا: نذكركم بمسؤوليتكم الكبرى أمام الله تعالى، ثم أمام شعوبكم والتاريخ، فالولاية والحكم مسؤولية عظمى تجعل أصحابها مسؤولين عن سلامة جميع من تحت ولايتهم، وهذا يتطلب الارتقاء فوق حظوظ النفس، وأهوائها، إلى استشراف مرضاة الله تعالى وحده، ثم رضا الشعوب.
رابعا: إن التاريخ شاهد، والأدلة الشرعية متضافرة على أن الاستقواء بالأعداء لن يزيدنا إلا ضعفا وهوانا، وأنهم لن يرضوا إلا بالتبعية المطلقة، لذلك فقوتنا باعتصامنا بحبل الله تعالى ثم أمتنا ومكوناتها وعلمائها ومؤسساتها.
)وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(
)وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(
)وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(
أضف تعليقك