يعتبر الشهيد عبد القادر عودة أحد كبار قياديي جماعة الإخوان المسلمين، ومفكريهم، وعَلََمٌ من أعلام الحركة الإسلامية المعاصرة، الذي وقف في وجه الظالم والديكتاتور، ونضال من أجل الحفاظ على شرعية الشعب.
حياة الشهيد
ولد الشهيد "عودة" سنة 1321هـ = 1903 م بقرية كفر الحاج شربيني من أعمال مركز شربين بمحافظة الدقهلية، لأسرة عريقة تعود أصولها إلى الجزيرة العربية.
التحق بكلية الحقوق بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1930 م، وكان من أول الناجحين. التحق بوظائف النيابة، ثم القضاء، وكانت له مواقف غايةً في المثالية.
في عهد اللواء محمد نجيب عُين عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف لامعة في الدفاع عن الحريات، ومحاولة إقامة الدستور على أسس واضحة من أصول الإسلام، وتعاليم القرآن
وفي عام 1953 م انتدبته الحكومة الليبية لوضع الدستور الليبي؛ ثقةً منها بما له من واسع المعرفة، وصدق الفهم لرسالة الإسلام.
اشتهر عبد القادر عودة كعالم وفقيه ورجل قانون محنك وخطيب مفوه حصل على قدر كبير من المعرفة بالقوانين الجنائية في مصر، التي درسها طالبا ومارس تطبيقها قاضيا ومحاميا، وهو أحد أعلام الفقه الإسلامي المعاصرين.
دفعه حبه للشريعة الإسلامية إلى دراسة علوم الفقه الإسلامي، وأكسبته خبرته الواسعة في سلك القضاء بالمحاكم المصرية قناعة وإيمانا بضرورة إحياء علوم الشريعة والمبادرة إلى تطبيقها.
مواقفه الوطنية التي أدت لاستشهاده
وقف موقفًا وطنيًّا خالدًا حين عمد الضباط إلى اتخاذ قرار بعزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية، فأقدم على استلام الراية وابتدر قيادة الحركة، ونظم عشرات الآلاف من الجماهير في مظاهرة لم يشهدها تاريخ مصر كله؛ وهو ما أرغم الضباط والوزراء على الرضوخ لإرادة الشعب وإعادة اللواء «محمد نجيب» رئيسًا للجمهورية المصرية.
ومن هذا اليوم تقرر انتهاز الفرص للانتقام من عبد القادر عودة وإخوانه، بعد افتعال مسرحية حادثة المنشية "مسرحية اغتيال عبد الناصر".
عارض عبد القادر عودة، الطاغية عبد الناصر بعد إقدامه حل جماعة الإخوان المسلمين سنة 1945 ونصحه له بالعدول عن ذلك لما سيسبب لمصر من قلاقل وآثار سلبية.
بعد أن أقدم عبد الناصر على توقيع معاهدة مع الإنجليز، طلب مكتب الإرشاد من الفقيه القانوني «عبد القادر عودة» أن يتناول الاتفاقية تناولاً قانونيًّا، بعيدًا عن أسلوب التحامل والتشهير، فجاءت الدراسة التي سلمت إلى السلطات المصرية في ذلك الوقت، دراسةً قانونيةً تبرز للعيان ما تجره الاتفاقية على البلاد من استبقاء الاحتلال البريطاني مقنعًا، مع إعطائه صفة الاعتراف الشرعية، فضلاً عما يجره على مصر والبلاد العربية من ويلات الحروب دفاعًا عن مصالح الإنجليز والأمريكان، وبذلك ازداد الحكم رغبةً في الانتقام من عبد القادر عودة.
لما أمر جمال عبد الناصر بتنظيم «محكمة الشعب» كتب صاحب الترجمة نقدا لتلك المحكمة، وفي جملة ما ذكر أن رئيسها جمال سالم طلب من بعض المتهمين أن يقرأوا له آيات من القرآن بالمقلوب! واتهم بالمشاركة في حادث إطلاق الرصاص على جمال (1954) وأعدم شنقا على الأثر مع بضعة متهمين آخرين.
استشهد عبد القادر عودة في 9 ديسمبر عام 1954 م.
أضف تعليقك