• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يعتبر البطل المجاهد "يحيي عياش" من أبرز قادة المقاومة في تاريخ فلسطين، وهو أول من أدخل أسلوب العمليات الاستشهادية في الصراع مع العدو الصهيوني، وقد أطلق عليه لقب المهندس.

حياة القائد القسامي

ولد يحيى عبداللطيف عياش في 6 مارس 1966، في قرية رافات جنوب غرب نابلس في الضفة المحتلة، ثم انضم إلى حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ونشط في صفوف كتائب الشهيد عزالدين القسام في العام 1992.

تركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة ثم انتقل إلى الضفة الغربية، ففي بداية الانتفاضة كتب عياش رسالة إلى كتائب القسام يوضح لهم فيها خطة لمجاهدة الصهاينة عبر العمليات الاستشهادية، وأعطي الضوء الأخضر، وأصبحت مهمة يحيى عياش إعداد السيارات المفخخة.

في 22 نوفمبر 1992 وبعد اكتشاف سيارة مفخخة في رمات أفعال إحدى ضواحي تل أبيب، أدرج اسم يحيى عياش على قائمة المطلوبين للمرة الأولى وكانت هذه أول عملية يشرف  المهندس على إعدادها.

كان عياش المشرف على تطوير أسلوب العمليات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994، ففي ذكرى الأربعين للمجزرة كان الرد الأول، حيث فجر الاستشهادي رائد زكارنة حقيبة المهندس في مدينة العفولة ليقتل 8 من الصهاينة ويصيب العشرات، بعد أسبوع تقريبا فجر الاستشهادي عمار عمارنة نفسه ليقتل 5 صهاينة، وفي 19 أكتوبر 1994 قام الاستشهادي صالح نزال بتفجير نفسه وسط تل أبيب ليقتل 22صهيونيا.

تحوَّل المهندس بعملياته الاستشهادية إلى كابوس يهدد أمن الدولة العبرية وأفراد جيشها الذي يدِّعي أنه لا يُقهر بل وقادته أيضًا؛ حيث بلغ الهوس الإسرائيلي ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقوله أيضًا: "لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها".

قام جهاز المخابرات الداخلي الصهيوني “شين بيت” بوضع اسم يحيى عياش كمهندس للعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة في 25 إبريل 1993.

استشهاده 

في صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م اتصل كمال حماد بأسامة وطلب منه فتح الهاتف المتنقل؛ لأنه يريد الاتصال من إسرائيل، واتضح أن خط هاتف البيت مقطوع.. وفي الساعة التاسعة صباحًا اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي.

وما كاد المهندس يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على التيلفون…"، عندها دوى انفجار وسقط المهندس لينفجر الرأس الذي طالما خطَّط ودبَّر في كيفية الانتقام من الصهاينة.. وتتناثر أجزاء من هذا الدماغ الطاهر لتعلن عن نهاية أسطورة خلَّفت وراءها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال، وما زالوا أبناء لمدرسة عياش.

وتبين فيما بعد أن عبوة ناسفة تزن 50 جراما قد انفجرت في الهاتف النقَّال ليهوي الجسد المتعب ويستريح من عناء السفر.. يستريح المقاتل الصلب بعد سنوات الجهاد، ويصعد إلى العلا والمجد.

أضف تعليقك