• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

شعار تواصى به أئمة الحصار ورموز الجوار

وبعد مرور أكثر من ثلاثمئة يوم على بدايته نلاحظ أن وزراء الحصار عقدوا عدة اجتماعات وزارية في أكثر من دولة ليؤكدوا أن الأمر لا يشغلهم وليس على جدول أعمالهم. فمشكلة قطر صغيرة جداً!

كما غاب قادة دول الحصار عن حضور اجتماع قمة مجلس التعاون لدول الخليج، وعن إلقاء كلمة بلادهم في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتغيبت السعودية عن قمة دول العشرين في ألمانيا، كل ذلك لضعف الحجة وهروبا من أسئلة الصحفيين؛ ونظرا لأن المشكلة صغيرة جدا فقد تم إخلاء المعتمرين القطرين وطلب منهم مغادرة الأماكن المقدسة، ثم حرموا لاحقا من أداء فريضة الحج، ونظرا لشدة صغرها فقد شملت أكثر من مليون مسلم يقيمون في قطر وممنوعين أيضا من الحج والعمرة.

التفريق

وما يدل على أن مشكلة قطر صغيرة جدا تلك التعليمات التي صدرت بالتفريق بين المرء وزوجه وبين الأم وأولادها وإلا أصبحت خيانة عظمى، بل تخطى الأمر مرحلة البشر فصدرت الأوامر العلية والمراسيم السامية بترحيل الإبل وإعلان الحرب على الناقة والفصيل وهلك بعضها عطشا في رحلة العودة.

وغاب عنهم تسجيل ذلك في موسوعة غينيس للأفعال القياسية التي لم يسبق إليها عاقل ينسب إلى الإنسانية!

وتأكيدا على صغر القضية تم التعميم على كافة الموظفين في قطر من رعايا دول الحصار وهم آلاف كثيرة (ومرتباتهم كذلك) بترك وظائفهم ومغادرة أعمالهم، كما أضيف إلى قانون العقوبات عقوبة الحبس والغرامة على التعاطف مع قطر!

ولم ترد قطر على كل ما سبق بالمثل.

على الصعيد السياسي

ثم عمدت دول الحصار إلى استخدام القوة الناعمة من خلال الأغنيات والشيلات، ما بين علم قطر وقولوا لقطر كل ذلك ليوصلوا صوتهم للعالم بأن مشكلة قطر بالفعل صغيرة!

هذا على الجانب الإنساني والاجتماعي أما على الصعيد السياسي فقد أثبتت دول الحصار أن قضية قطر صغيرة جدا.

وتجلى هذا في الإعلان عن انقلاب على حاكم الدولة وإظهار شخصية قطرية في دور البديل المرتقب ثم إثارة النزعات القبلية واستدعاء ظلال داحس والغبراء والبسوس لتسيطر على المشهد برمته، وهذا ما يضاف أيضا إلى نوادر العصر وغرائب الدهر إذ تدعو دولة علانية إلى الخروج علي ولي الأمر في دولة جارة وغرس الفتنة في شعب شقيق ينعم بما يحلم به من حاصروه!

قناة عواطف

مع أن تجريم الخروج على ولي الأمر ونزع اليد من طاعته يعتبر من أهم الركائز التي يقوم عليه نظام الحكم في الشقيقة الكبرى التي تنادي بذلك!

لم يفلح كل ما سبق في التأكيد على أن مشكلة قطر صغيرة جدا فأسفرت اجتماعات دار الندوة على حفر قناة مائية على الحدود السعودية القطرية أطلقوا عليها قناة سلوى وتشير الأخبار المبدئية على تولي شركات تتبع الجيش المصري مسؤولية التنفيذ لذا ربما يطرأ تغير على اسم القناة من قناة سلوى إلى قناة عواطف.

وربما هذا للتذكير بأن النظام المصري مشارك في الحصار، حيث أفلحت قطر من البداية في عدم ذكر نظام السيسي ضمن دول الحصار لأنه لا في العير ولا في النفير ولا يملك من أدوات الحصار إلا ما يمارسه على المصريين المقيمين في قطر والذين يزيد عددهم على ربع المليون نسمة هم الذين ذاقوا ويلات الحصار وتجرعوا علقمه.

ثم عقدت القمة العربية في الظهران ولكن شريطة ألا تتعرض لموضوع الحصار!

فما فائدة انعقادها وما ثمرة مؤتمراتها؟

تجاوز الحصار

مشكلة قطر أصبحت بالفعل صغيرة جدا بعدما استوعب القطريون الدرس وتجاوزوا سلبيات الحصار وحولوها إلى إيجابيات تدعم الصناعات المحلية وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وعوضت الدولة الخلل بما أعطاهم الله من خير ينعم به كل أهلها وكذلك من يقيم ثراها.

أما ما أحرزته قطر من نجاحات على الصعيد السياسي والإعلامي فقد كتب فيه المتخصصون وأسهب فيه الباحثون، لكن سيكتب التاريخ يوما أن نفرا من العرب طلبوا مجدا ونصرا وهيمنة وبغيا

فلما أعيتهم الحيلة قالوا: قطر مشكلة صغيرة.

أضف تعليقك