يأتي عيد تحرير سيناء هذا العام، الذي يصادف غدًا الأربعاء، في 25 إبريل في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية يعيشها أهالي سيناء بفعل العملية العسكرية التي يخوضها الجيش منذ أكثر من 70 يوماً ضد تنظيم "ولاية سيناء التابع لداعش " وهو ما أخفى مظاهر الاحتفال بالعيد الذي يمثّل ذكرى وطنية لجميع المصريين لحالة من الاحباط والرعب وانتظار الموت على أرض الفيروز .
ومنذ وقوع الانقلاب العسكري صيف عام 2013، اختفت مظاهر الاحتفال بعيد تحرير سيناء في المحافظة التي كان من المفترض أن تكون أول المحتفلين، حيث فرضت قوات الجيش القبضة الحديدية على سكان المحافظة، فيما ترعرع التنظيم الإرهابي على وقع الظلم الذي تعرض له عشرات آلاف المصريين في سيناء خلال الأعوام الخمسة الماضية، من تدمير للمنازل، وتهجير للمواطنين، وقتل وإصابة واعتقال المئات، وما زالت الأرقام في ازدياد في ظلّ استمرار العمليات العسكرية لقوات الجيش.
ولا تبدو هناك رغبة لدى أهالي سيناء في إحياء الذكرى الـ36 لعيد تحرير سيناء، في ظلّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في 9 فبراير الماضي، والتي أدت إلى توقّف المسيرة التعليمية، ومنع إدخال المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، وتقييد حركة المواطنين من وإلى شمال سيناء، في حصار مطبق لم تشهد المحافظة مثيلاً له منذ عقود، ما أنسى المواطنين قدوم ذكرى تحرير أرضهم.
عقاب جماعي
وتعقيباً على ذلك، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ حملة النظام المصري خلّفت نحو 420 ألف شخص في 4 مدن في شمال شرق البلاد، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، وأشارت إلى أن "أعمال الجيش المصري تتجه للعقاب الجماعي".
وطالبت المنظمة في تقرير نشرته أمس الإثنين، الحكومة المصرية بضرورة توفير الغذاء الكافي لجميع السكان، والسماح لمنظمات الإغاثة، مثل "الهلال الأحمر المصري"، بتوفير الموارد الفورية لتلبية الاحتياجات الحرجة للسكان المحليين.
ونقلت المنظمة عن السكان قولهم إنهم شهدوا انخفاضاً حاداً في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية، والأدوية، وغاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية. كما حظرت السلطات المصرية بيع أو استخدام البنزين للمركبات في المنطقة، وقطعت خدمات الاتصالات لأيام عدة أكثر من مرة، بجانب قطع المياه والكهرباء بشكل شبه كامل في معظم المناطق الشرقية من شمال سيناء، بما في ذلك رفح والشيخ زويد.
بدوره قال أستاذ الجغرافيا السياسية الدكتور هادي عبد الملك أن النظام العسكري خسر كثيرًا من هذه العملية، وأصبح هناك تشكيكًا في قدرته علي حسم أي مواجهة مع جيوش منظمة بعد فشله مع مجرد جماعات وأفراد مسلحين، وهو ما ينعكس علي أزمة النظام نفسه في سد النهضة، وفكرة الحل العسكري لإنقاذ مصر من العطش.
أضف تعليقك