بعد تواجد دول الإمارات والبحرين في القدس ومشاركتهم في مسابقات رياضية، متناسين القضية الفلسطينية، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" مقالا تحليليا كتبه مراسلها الصهيوني "أنشل فيفر" من القدس المحتلة، يتحدث فيه عن التحالفات العربية وتأثيرها على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن "العديد من الدول السنية بدأت تفقد تحمسها لقضيتهم".
يقول الكاتب إن دولا عربية شاركت في مناسبة رياضية مهمة، انطلقت من باب يافا في القدس، مشيرا إلى سباق الدراجات "غيروا دا إيطاليا"، الذي بدأ يوم الجمعة، وشارك فيه المتنافس البريطاني كريس جيروم ومتنافسون آخرون انطلقوا من بوابة يافا في المرحلة الأولى من السباق، وعبر شوارع القدس، فيما شاهد ملايين المشجعين السباق حول العالم.
ويشير فيفر في مقاله، إلى أن هذه أكبر مناسبة يعقدها الاحتلال على أرضه، التي عادة ما تثير عناوين الأخبار، لكن بطريقة مختلفة، ويلفت الكاتب إلى أنه "قبل سنوات، لم يكن أحد يتخيل عقد مباريات دولية كهذه في الكيان الصهيوني؛ نظرا لوجود العديد من العقبات الدبلوماسية، ولم تعقد المناسبة، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام من القدس إلى ساحل البحر المتوسط ومن ثم إلى صحراء النقب، فقط، بل شاركت فيها فرق عدة دعمتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين".
ويجد فيفر أن "هذا يعد تعبيرا عن مرحلة انفراج بين الكيان المحتل وعدد من الحكومات العربية المهمة في المنطقة، مع أنها لا تعبر عن تقدم نحو حل النزاع بين الصهيونيه والفلسطينيين بشأن القدس".
وينوه الكاتب إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أثناء جولته الطويلة في الولايات المتحدة، الذي أسر في أحاديث خاصة مع وفود يهودية، بأن القضية الفلسطينية لم تعد شعبية لدى "الشارع العربي.
ويعلق فيفر قائلا إن "ابن سلمان، مع عدد من دول عربية أخرى، بات مهتما بالتهديد الإيراني والجماعات الوكيلة لإيران في وسوريا واليمن ولبنان، ووجدت دول الخليج في هذه المواجهة الكيان المحتل حليفا مهما، فمع أن العلاقات والتعاون بين الصهاينة والسعودية تم بالسر، ودون علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أن هناك إشارات، ففي مارس سمحت السعودية للخطوط الجوية الهندية باستخدام الأجواء السعودية في رحلاتها من الهند إلى الكيان المحتل".
ويتساءل الكاتب: "إلى أين يقود هذا الفلسطينيين؟ فمنذ إعلان ترامب عن نقله السفارة الأمريكية، رفض الفلسطينيون الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، ولم يجتمع وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو مع الرئيس محمود عباس، وذلك عندما قام بأول جولة شملت السعودية والأردن والاحتلال الصهيوني".
ويختم فيفر مقاله بالقول إنه "يتوقع أن ينشر الأمريكيون خلال الأسابيع المقبلة الخطة التي تحدثوا عنها كثيرا، وهناك احتمالات كبيرة لرفض الفلسطينيين لها، ولو حدث هذا فإن السعوديين يحذرون من تهميش أكبر للقضية الفلسطينية".
أضف تعليقك