• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم وزير الإعلام الشرعي: صلاح عبد المقصود

اعتذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل يومين لنتانياهو والإسرائيليين، عن تصريحاته التي أدلى بها الأسبوع الماضي والتي وصفت من قبل اللوبي الصهيوني بأنها معادية للسامية.

عباس أصدر اعتذارا باللغة الإنجليزية، أدان فيه الهولوكوست ووصفه بأنه أبشع جريمة في التاريخ.

وقال أبو مازن في اعتذاره : "إذا تضرر الناس من خطابي، وخاصة اليهود منهم، فأنا أعتذر، أريد أن أوضح للجميع أنني لا أقصد ذلك .. !!

في الوقت نفسه لم يملك عباس شجاعة الاعتذار عن كذبه وافترائه على الرئيس مرسي الأسبوع الماضي عندما قال في خطابه أمام اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني ، الذي قاطعته عدد من الفصائل الفلسطينية الكبرى - وادعى كذبا وافتراء بأن الرئيس محمد مرسى عرض عليه مقترح دولة فلسطينية بحدود مؤقتة من خلال تقديم جزء من شبه جزيرة سيناء (حسب تعبيره : شقفة من سيناء) لتوطين الفلسطينيين فيه، ومدعيا أن هذا المشروع كان مطروحاً للتشاور بين حركة حماس وإسرائيل بهدف توسيع غزة، ولكنه رفض أن يأخذ أي سنتيمتر واحد من أرض مصر، مما أغضب الرئيس محمد مرسي الذي عاتبه على رفض العرض.


وأضاف في ادعاءاته أن وزير الدفاع المصري آنذاك ( عبدالفتاح السيسي ) أصدر قراراً بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني ..!

والذي يعرفه عباس ويوقنه في قرارة نفسه أنه كاذب ولَم يحدث على الإطلاق أن عرض عليه الرئيس مرسي أي شيء مما ادعاه كذبا وبهتانا.. بل موقف الرئيس مرسي من أكاذيب عباس موثق وكنا ولا زلنا شهودا عليه.

وقد عبر الرئيس مرسي - فرج الله عنه - عن موقفه مرارا وتكرارا ، برفضه ما يقبله عباس باطنا ويرفضه ظاهرا هو والسيسي وكل المتآمرين على القضية الفلسطينية .. الساعين إلى تصفيتها ! . 

وموقف الرئيس مرسي - رغم أنه لا يملك الرد الْيَوْمَ - إلا أنه والحمد لله موثق بالصورة والصوت ولا يستطيع عباس ولا غيره ممن فرطوا في حقوق شعوبهم ومقدسات أمتهم أن يرموا بنفس النقيصة رجلا من خيار من أنجبت الأمة وهو الرئيس مرسي . 

ويكفيني في هذا المقام أن أقذف في وجه عباس وأمثاله بآخر مواقف الرئيس مرسي الموثقة بالصوت والصورة وشاهدها الملايين عبر قناة الجزيرة قبل الانقلاب بأسابيع قليلة .. 

لقد أجرت الإعلامية خديجة بن قنة حوارا طويلا مع الرئيس مرسي ، أذاعته الجزيرة على جزءين ، وقد واجهت الرئيس مرسي حينها بعدد من الشائعات التي يرددها بعض معدومي الضمير ومنهم عباس الْيَوْمَ !! 

وإليك السؤال والإجابة التي يستطيع أي متابع أن يجدها على اليوتيوب : 

المذيعة خديجة بن قنة : "وهل هناك خطة لتقديم جزء من شبه جزيرة سيناء للفلسطينيين ؟".

الرئيس مرسي : " هذا أيضا من المضحكات ، مثل الحديث عن قناة السويس والبيع والشراء" .. 

أولا : أنا أريد أن أؤكد والكل يعلم أن الفلسطينيين يحبون بلدهم ، وأهل غزة يحبون غزة وأرضها ، والفلسطينيون تواقون للعيش على أرضهم . 

ثانيا : نحن المصريين نعرف حدودنا وأرضنا ونعد حبات رمالنا ونعرفها ، هذه ملكنا .

وكما قلت وأؤكد : أرض مصر حرام على غير كل مصري .. لا مكان لغير المصريين لأن يتملكوا أرض مصر بهذا الشكل الذي تتحدثين عنه .

أنا لا أحب أن يكون لمثل هذا الكلام أن يقال أمام الأشقاء الفلسطينيين ، لأنهم لم يقولوا ذلك ، ولَم يرتكبوا في ذلك خطأ واحدا ، وإنما أقول بصفة عامة ، وأقول لمن يحاول الترويج له هنا أو هناك .. هذه نكات مضحكة لا قيمة لها ولا وزن ".

أما كذبة عباس الأخرى التي ادعى فيها أن وزير الدفاع آنذاك ( عبدالفتاح السيسي ) أصدر قرارا بأن أراضي سيناء أمن قومي .. 

فالحقيقة الثابتة تاريخيا أن الرئيس مرسي هو الذي أصدر قانونا بمنع تملك غير المصريين لأراضي سيناء بعد أن أعددناه وناقشناه في مجلس الوزراء برئاسة الدكتور هشام قنديل .. 

وأن الذي خصص أربعة مليارات وستمائة مليون جنيه لتنمية سيناء وتعميرها بالمدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء وآبار الري والسدود هو الرئيس مرسي وليس وزير الدفاع الذي انقلب عليه .. 

وأن الذي قام باستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة في سيناء وخصص تمليك نصفها لأبناء سيناء والنصف الآخر للاستثمار الزراعي بواسطة شركات مصرية وطنية هو أيضا - أيها الكذاب - الرئيس مرسي وليس السيسي .

ولماذا نذهب بعيدا والواقع الذي نعيشه الآن يكذب أقوال عباس ؟

من الذي تحدث مع ترامب أثناء لقائه به العام الماضي وعبر عن استعداده للتعاون معه في إنجاز صفقة القرن بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. وأنت تعلم عن تسريبات بنود الصفقة من تنازل عن خمسمائة كيلو متر من سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة في الصفقة مقابل حصول مصر على بديل لتلك الأراضي في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة !

أهو السيسي أم الرئيس مرسي يا سيد عباس ؟

وإذا كنت تتحدث عن الأمن القومي المصري فمن الذي باع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ، وحول المضيق إلى ممر دولي بعد أن كانت مصر تتحكم فيه وحدها بقوة القانون الدولي ، وتخنق به إسرائيل وتمنعها من الوصول إلى البحر الأحمر ؟

أهو السيسي أم مرسي ؟ 

ومن الذي منح ولي العهد السعودي آلاف الكيلومترات في جنوب سيناء لصالح مشروع نيوم الذي ستشارك فيه إسرائيل إلى جانب السعودية والأردن ومصر !!

ومن الذي يتواطأ لصالح قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، ويطلب من ضباطه توجيه الإعلاميين في مصر بتهدئة الرأي العام وتسويق أن رام الله مثل القدس .. لا فرق .. والمهم هو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني !

أهو الرئيس مرسي أيضا ؟

يا سيد أبو مازن لقد سبق لك أن صرحت قبل أكثر من عامين بمثل افتراءاتك لبعض الصحفيين المحسوبين على النظام الانقلابي في مصر ، ورددنا عليك يومها ، لكنك تعود الْيَوْمَ وتكررها في رام الله أمام أعضاء المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والذي أعلم أن فيه الكثير من المناضلين الذين لا يصدقونك في ما ادعيته على الرئيس مرسي الذي لا يملك الرد الآن .. 

لكنني أؤكد لك أن الله سيفضح كذبك وافتراءك ، وأن التاريخ لن يغفر لك تآمرك على الرجل وانحيازك لمن ظلموه ..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

إنني أسأل السيد عباس : من الذي حرض الإسرائيليين على ضرب غزة في 2012 وفِي 2013 ؟

ومن الذي وصف صواريخ المقاومة التي تدافع عن الفلسطينيين المعتدى عليهم بأنها صواريخ عبثية .

من الذي حرض النظام الانقلابي في مصر على تشديد حصاره لتركيع الفلسطينيين في غزة ؟

ومن الذي يمنع رواتب الموظفين في غزة وكأن أموال الغزاويين تصرف من جيب أبيه ؟

ومن الذي يمتنع عن دفع أموال الضرائب المستحقة لأهل غزة ؟

ومن الذي يتآمر مع عدوه على شعبه ، ويتظاهر بالممانعة وهو في حقيقة الأمر متواطئ مع العدو بل متآمر لتصفية القضية واتهام غيره بما ليس فيه ؟

أقول لعباس : 

كن شجاعا واعتذر لسيدك مرسي كما اعتذرت لنتانياهو .

وختاما أقول لكل الشرفاء في منظمة التحرير الفلسطينية ، ولكل المناضلين في فتح الذين دافعوا عن فلسطين والقدس ، والذين نعتز بمواقفهم الوطنية والقومية : أوقفوا هذا الرجل عن إساءاته التي تلحق بكم أعظم الضرر !!.

أضف تعليقك