الصبر على البلاء، عنوان الرشد والعزيمة، قال عز وجل يوصي رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ سورة الأنعام.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه عز وجل الصبر على البلاء فيقول: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد.
"البلاء" مصيبة للإنسان هي له سوء وشر إن جزع وتسخط، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب، والرضى عن الله بقضائه، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه بالذنب والتقصير، ويفتش فيها عن خلل أو زلل، فكلنا ذوو خطأ، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة عظيمة، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول: هذا بسبب ذنوبي، لو خرجت من بينكم ما أصابكم.
فوائد الصبر على البلاء
- يعتبر الصبر من أعظم ما يعطى العبد فى هذه الدنيا.
- يعتبر الصبر الوسيلة التى تقبل يها الطاعات ويوهب المرء ما يآمل ويتمنى من الدنيا.
- يعتبر الوسيلة التى تفتح بها أبواب الخير للعبد المؤمن.
- يفوز بجنة الله سبحانه وتعالى.
- يعوضه الله سبحانه وتعالى خيرا فى الآخرة، وينقله من البلاء والشقاء إلى النعيم والعطاء.
- يجعل الله له البركة فى كل شىء.
- يوسع المولى له فى رزقه ويبارك له فيه.
وذكر الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ قصة أيوب عليه السلام قائلا: قصة ابتلاء أيوب عليه السلام من أروع القصص في الابتلاء، والنصوص القرآنية تشير إلى مجملها دون تفصيل، وأيوب عليه السلام هنا في دعائه لا يزيد على وصف حاله "أني مسني الضر" ووصف ربه بصفته "وأنت أرحم الراحمين" ثم لا يدعوا بتغيير حاله، صبراً على بلائه ، ولا يقترح شيئاً على ربه تأدباً معه، وتوقيراً فهو أنموذج للعبد الصابر الذي لا يضيق صدره بالبلاء، ولا يتململ من الضر الذي تضرب به الأمثال في جميع الأعصار، بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه، فيدع الأمر كله إليه اطمئناناً إلى علمه بالحال، وغناه عن السؤال وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب عليه السلام إلى ربه بهذه الثقة، وبذلك الأدب كانت الاستجابة ، وكانت الرحمة، وكانت نهاية الابتلاء قال تعالى: فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم، ورفع عنه الضر في بدنه فإذا هو معافى صحيح.
أضف تعليقك