تتعدد المخاطر التي تواجه الزراعة المصرية؛ حيث مخاطر الجفاف والعطش بفعل سد النهضة وتراجع حصة مصر من المياه؛ ما يهدد الأراضي الزراعية بالتملح والبوار، وما بين الجراد والمخاطر الطبيعية وسوء الإدارة الزراعية.
في محاولات للهروب من تحمل المسئولية عن حماية مصر وأمنها الغذائي والاجتماعي، كعادة الانقلاب في تعامله مع قضايا المواطنين، جاءت تصريحات محمد عبد النبي دسوقي، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة في حكومة الانقلاب، لتثير قلق الكثير من المواطنين، حينما كشف عن حجم المخاطر والخسائر التى ستتعرض لها مصر، بسبب الهجوم المتوقع من الجراد.
حيث قال إن الجراد لن يستغرق يومين للهجوم على المحاصيل الزراعية، وهذا سيفقد البلاد نحو 20 مليار جنيه، ويتسبب في تقليل الناتج المحلي الزراعي 10% مرة واحدة.
وتابع عبد النبي أمام لجنة الزراعة بمجلس نواب الانقلاب، أمس، أن مواجهة أسراب الجراد على الأطراف المترامية لحدود البلاد، يتطلب خطة وإنفاقا ضخمًا لحماية المحاصيل، وتوقيف الأسراب ومنعها من الدخول مبكرًا.
وفى السنوات الماضية، تعرضت مصر لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، وكانت البداية عام 1954 نتيجة هجوم أعداد كبيرة جدًا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية وخلفت وراءها خسائر كبيرة جدا فى المساحات الزراعية، وقد كان ذلك جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، حيث تم تسجيل ظهور 50 سربًا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة. وهو ما تكرر فى عام 1968 وتعرضت مصر لهجوم من أسراب الجراد القادم من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ولكنها فى هذه المرة لم تخلف الكثير، لأنها كانت قاصرة على المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد.
كما هاجمت مصر فى عام 1988 ما يقرب من 68 سربًا من الجراد الصحراوي بعد عبوره للمحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبي، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية ، وفى عام 2005 حيث شهدت مصر أشد هجومٍ من قبل الجراد الأحمر، وغزا ما يقرب من 150 سربًا من أسراب الجراد القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان . وفى عامي 2007 و2011 عادت أسراب الهجوم على مصر قادمة من شبه الجزيرة العربية.
وكان آخر الهجمات فى عام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجومًا قادمًا من الحدود الجنوبية للبلاد ووصل إلى عدد كبير من المحافظات المصرية مثل البحرالأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ، وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين وأثَّر على السياحة آنذاك.
ويمثل الجراد خطورة على المحاصيل والمزروعات، لأن الجراد يتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، عن طريق كسر الأشجار نظرًا لثقلها عندما تستقر بأعداد كبيرة على الشجرة، وتتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد، يسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من مائتي مليون جرادة. تلتهم الجرادات في كيلومتر واحد من السرب نحو 100,000 طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة “الجرادة تأكل 1,5 – 3 جرامات – الكيلومتر المربع يحتوي 50 مليون جرادة على الأقل”.
أضف تعليقك