• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أحد الجنرلات العسكر المتقاعدين، مديرعام جمعية الأورمان بمصر، هذه الجمعية التي تطارد المصريين في كل مكان لجمع التبرعات، والتي ترفع شعار: أكفل طفل فقير.. أكفل قرية فقير، فقد قال الجنرال رئيس الجمعية، أثناء حضوره لقاء زعيم عصابة الانقلاب، : أنا، هقول وعلى مسؤوليتي: مفيش حد في مصر فقير، وإن جمعية الأورمان كانت تقدم مشروعات لما يقرب من 12 ألف مستفيد منذ سنوات، حتى أصبحت في تلك الأيام تقدم مشروعات تنموية لـ83 ألف أسرة، وأنه مع نهاية هذا العام لن تشهد مصر وجود منازل مصرية غير مسقوفة، وأن جمعيته لديها كميات كبيرة من مواد الغذاء وسلع شهر رمضان، وأن جميع البيوت المصرية أصبح فيها من خيرات المصريين.

والمضحك فى كلام الجنرال، أنه وبعد عقود من حكم جنرلات العسكر، الذى خرب البلاد وأفسدها، يتشدق هذا الجنرلال بأنه لاتوجد بيوت غير مسقوفة، وكأنه حقق إحدى الإنجازات الهامة، وبعد ذلك يقول مفيش حد فقير في مصر، مطلوب فقط من سيادةالجنرال أن يذهب لمستشفيات الدولة، ليرى المرضى يرقدون على الأرض، لعدم وجود أسرة، وأن القطط والكلاب الضالة تشاركهم طعامهم ونومهم على الأرض !!

ولكن الجنرال، بعد وصلة النفاق، سرعان ماحاول التنصل من تصريحاته المفضوحة، بعد موجة من السخرية اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعى، ولكن على طريقة اعتذار الشيف عمرو خالد عن إعلان دجاج الوطنية، الذى قال فيه:لما تاأكل الفرخة الوطنية من دول وتروح تصلي التراويح، بعدها ارتقاءك لربنا في قيام الليل وصلاة التراويح أحلى!!

فقال الجنرال معتذراً: بأن مصر مجتمع مدني قوي، وهناك تكاتف وتكافل بين المجتمع المصري، وأن تصريحه يؤكد أن تبرعات المصريين في ازدياد مستمر، وأن الخير في كل بيت في مصر، خاصة أن تبرعات المصريين في رمضان لا تجعل المواطن غير القادر يشعر بفقره!!

وللرد على هذا الأفاك، ليس من خلال تحليلات، أوتصريحات، ولكن من خلال تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، والذى عرف فيه الفقر، بأنّه الوضع الذي لايستطيع فيه الفرد أو الأسرة توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية، كما أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أعلن أن المواطن الذى يحصل على دخل يقل عن ٤٨٢ جنيها شهريا أو ما يعادل ٥٧٨٨ جنيها سنويا يقع تحت خط الفقر، وطبقا لهذا االمعيار، فإن حوالى ٢٨٪ من الشعب المصرى، تحت خط الفقر، وليس فقط مجرد فقراء، في حين أن البنك الدولي عرف الفقر حول العالم، بالوضعية التي يقلّ فيها دخل الفرد الواحد عن 600 دولار أمريكي سنوياً.

بل إنه بعد تعويم الجنيه، والمشروعات الوهمية، التي يروج لها الإعلام الانقلابى، ووصفات صندوق النقد الدولى، وارتفاع الأسعار بشكل جنونى، وعدم وجود زيادة في دخول الأفراد تواكب هذا الارتفاع في الأسعار، فإن مبلغ٤٨٢ جنيها التى كان يتم القياس عليها عام ٢٠١٥، انخفضت قيمتها إلى النصف، وبالتالى، فإن كل من يقل دخله عن 1000 جنيه وربما ألف ومئتين جنيه شهريا صار تحت خط الفقر، وبالتالي يصبح أكثر من ثلث الشعب يرزح تحت خط الفقر، إضافة إلى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 3.5 مليون، وذلك وفق الإحصائيات الرسمية.

وقد نتج ذلك نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة، في ظل حكم العسكر، وتكدس ثروات البلاد في يد جنرلات العسكر، وشركات الجيش العملاقة، والتي لاتدفع ضرائب أوجمارك، أو تخضع لأى رقابة حسابية، ووجود عدد من مرتزقة رجال الأعمال المقربين للسلطة، والذين يمتصون دماء الشعب، ورفع الدعم عن الفقراء، وزيادة مخصصات القضاة ورجال الشرطة والجيش دون الالتفات إلى الفئات الفقيرة!!

وفي الوقت الذي يُطالب قائد الانقلاب المصريين بقبول الفقر، والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر، والتضحية من أجلها، ومن تصريحاته في ذلك: :إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء”، وأنه تحمّل الفقر مدة من الزمن وإن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات “ومحدش سمع صوته!!

وقام علماء السلطة، وعملاء الشرطة، في وزارة أوقاف الانقلاب بدورهم في تخدير الشعب المخدر، بضرورة وجوب الصبر على الغلاء باعتبار أن المسعر القابض الباسط هو الله، ويلزم ذلك أن الاعتراض على الغلاء وعدم الصبر عليه هو اعتراض على أمر الله وقدره، وهذا موجب لسخط الله وعقوبته!!

حتى أصبح حال الشعب في ظل الانقلاب العسكرى:

40% من المصريين لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية

معدل البطالة في مصر وصل إلى 12.9 %

تحتل مصر المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي.

9 ملايين طفل في مصر يعيشون تحت خط الفقر.

11 مليون مواطن ينفقون أقل من 330 جنيه شهريا

مصر تحتل المرتبة الثالثة لارتفاع معدلات الجريمة بسبب انتشار الفقر والبطالة.

ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب بسبب الأزمات المادية!!

وبعد ذلك يخرج علينا هذا الجنرال، ليتملق قائد الانقلاب، ليقول: أنا لفيت من اسكندرية لأسوان و ملقتش حد في مصر فقير، وكأنه يتحدث عن مصر في كوكب آخر، ولله الأمر من قبل ومن بعد!

أضف تعليقك