الأستاذ جمعة أمين
مجاهدون بأموالنا:
جاء مبعوث من السفارة الإنجليزية إلى دار المركز العام وقابل الإمام الشهيد وقال له: إن الإمبراطورية من خططها مساعدة الجمعيات الدينية والاجتماعية وهى تقدر جهودكم ونفقاتكم .. لذلك فهي تعرض عليكم خدماتها بدون مقابل وقد قدمنا مساعدات لجمعية كذا وكذا .. ولفلان وفلان .. وهذا شيك بعشرة آلاف جنيه معاونة للجماعة.
فتبسم الإمام الشهيد وقال:
إنكم في حالة حرب وأنتم أكثر احتياجاً إلى هذا الآلاف .
فأخذ المبعوث يزيد في المبلغ والإمام يرفض.
وكان بعض الإخوة يتعجبون ويتهامسون:
لم لا نأخذ المال ونستعين به عليهم.
فكان جواب الإمام الشهيد : إن اليد التي تمتد لا تستطيع أن ترتد واليد التي تأخذ العطاء لا تستطيع أن تضرب.
إننا مجاهدون بأموالنا لا بأموال غيرنا وبأنفسنا لا بأرواح غيرنا.
تعفف عن الهدايا:
في السنة التي حج فيها الأستاذ الهضيبى منحه الملك سعود هدية.
قال لرجال القصر: لا أستطيع قبول مثل هذه المنح .
فألحوا عليه وذكروا محاسن القبول ومساوئ الرد .
فقبل أخيراً ولكنه أودع الهدية في خزانة الجماعة .
تحويل الشيك:
أرسلت وزارة الثقافة بدولة الإمارات دعوة للأستاذ عمر التلمسانى عام 1982 م فلبى الدعوة .
وألقى محاضرة في النادي الثقافي بأبي ظبي حيث جاء جمع غفير ملأ القاعة وخارج القاعة ولم يأت قبله مثله كما عقد التليفزيون عدة ندوات مع الأستاذ المرشد وكذلك جريدة الاتحاد ...
وفي نهاية الزيارة قدمت الوزارة تحية لضيفها الكبير شيكاً بخمسة وثلاثين ألف درهم فشكر الأستاذ عمر لهم هذا الصنيع الكريم .
ثم قال للأستاذ جابر رزق في الحال :
-حول هذا الشيك إلى المجاهدين الأفغان .
ندوة بلا أجر:
عقدت إحدى المجلات الدينية ندوة دعت إليها الأستاذ عمر التلمسانى فلبى الدعوة . ثم قدم إليه موظف ورقة وطلب منه التوقيع عليه فقال الأستاذ: ما هذا ؟
قال: لو كنت أعلم أن الدعوة إلى الله تدفعون لها مقابل لما حضرت .
قال: مصاريف الركوب والانتقال .
قال: عندي سيارة أعدها الإخوان لمثل هذه الأمور .
قال: ولكنهم جميعاً يأخذون .
قال: أنا لست من هذا الجميع أنا رجل على باب الله وانصرف دون قبض أو توقيع.
محاولة للرشوة:
قابل الأستاذ عمر التلمسانى أحد رؤساء الوزارات المصرية في عهد السادات وتبادلا الحديث وفي النهاية قال رئيس الوزراء : كيف أحوالكم المالية؟.
فقال الأستاذ المرشد: بخير والحمد لله مستورة.
فقال: إن الدولة تدعم كل الصحف والمجلات المصرية.
ومجلة الدعوة كمجلة إسلامية أحق بهذا الدعم.
فقال الأستاذ وهو يتمالك أعصابه:
يا شيخ .. سايق عليك النبي ماتكلمنيش في هذه الناحية.
ما جئت جابيا:
ذهب الأستاذ عمر التلمسانى لأداء فريضة الحج.
ولقيه أحد الإخوة وقال له: إن شخصية كبيرة من السعودية تريد مقابلتك.
فقبل الأستاذ وحدد الموعد.
وأثناء اللقاء تحدث هذا الكبير عن الدعوة الإسلامية ومستقبلها ... ثم عرج على مجلة الدعوة وكانت لم تصدر بعد.
وقال: إنه يريد تدعيمها .. فأدرك الأستاذ هدفه وقال مقاطعاً : سيادتكم طلبتم مقابلتي كداعية لا كجاب فأنا جئت داعياً لا جابياً .
ولو كنت أعلم أنك ستتحدث معي في مسألة نقود لاعتذرت ولذلك أرجو أن تسمح لي سيادتكم بالانصراف.
هذا لا يأخذ أجرا:
انتدب الأزهر الأستاذ عمر التلمساني لإلقاء بعض المحاضرات في الشريعة والقانون بالجامعة.
وكان ذلك أيام فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود.
فلما جاء كشف صرف المكافآت للسادة الأستاذة المحاضرين المنتدبين إذا بالدكتور عبد الحليم محمود يجد اسم الأستاذ عمر التلمسانى مدرجاً بالكشف فقال للمسئول: ارفع اسم الأستاذ عمر من الكشف هذا لا يأخذ أجراً (ده مش بتاع كده ) .
ودار حوار ولم يرفع المسئول اسم الأستاذ عمر
ولما حان وقت صرف المكافآت ذهب المسئول بالكشف للأستاذ عمر ليوقع فأبى.
فذهب المسئول للدكتور عبد الحليم محمود فقال الدكتور عبد الحليم محمود: ألم أقل لك أن الأستاذ عمر ( ده مش بتاع كده )
وهكذا المؤمن الصادق الإيمان لا يسأل الناس أجرا بل ينفق بيمينه ما لا تعلم شماله فإن لم يجد بكى حزنا من الفاقة وعدم القدرة على الإنفاق.
أضف تعليقك