كتبت: محبوبة أختر
إن النجاح والفلاح في الحياة من أهم شيء يهتم به كل إنسان، وليس كل أحد ينجح في الحياة، وليس هناك أحد وصل إلى أعلى قمة من النجاح، دون أن يصادفه الفشل عدة مرات في سعيه وإرادته، فإن الإنسان مهما يجمع من معلومات، ويقرأ من كتب، ويحصل على شهادات علمية كبيرة، فلن يفيده هذا كله، مثلما تفيده التجارب العملية في حياته العملية، هذا رغم ما يجده من صعوبات، فإنه قد لا يستطيع الصبر على هذه التجارب، ولكن أهم شرط للنجاح أن يصبر نفسه على العمل، رغم فشله مرات عديدة، فالناجحون في حياتهم قد صبروا أنفسهم على الفشل عدة مرات، وأمامنا مثال، وهو ترامب، فإنه قد فشل عدة مرات في حياته التجارية، ولكن فشله لم يكن محطماً لآماله، بل زاده إصراراً على تحقيق حلمه، حتى أصبح من أثرياء أمريكا، وتجارب ترامب كثيرة في حياته، تُعرض كدروس في أغلب الجهات المالية، وخاصة "البنوك"، ليتعرف كثير من الناس، على عدم اليأس والانكسار في بداياتهم، وليواصلوا تحقيق أهدافهم.
قصص النجاح في العالم كثيرة ومتنوعة من شخص إلى آخر، فهناك قصص نجاح لأشخاص نجحوا بسرعة دون عناء أو تعب، وهناك قصص نجاح لآخرين فشلوا عدة مرات، لكنهم بطموحهم ومثابرتهم وصبرهم الشديد، واصلوا الطريق، وحاولوا مرات عديدة، حتى وصلوا إلى هدفهم المنشود، ونجحوا في مشاريعهم.
أهم قصة نجاح بعد فشل آلاف المرات، هي قصة المخترع "توماس أديسون"، الذي اخترع المصباح الكهربائي، وقصته معروفة، فقد فشل حوالي خمسة وعشرين ألف مرة حتى وصل إلى أهم اختراع في العالم، وكما قيل "النجاح لا يعني الحصانة من الفشل، والفشل لا يعني استحالة النجاح"، فمعنى ذلك أن الإنسان لابد له أن يُدرك أن النجاح لا يقتصر على شخص دون آخر، ولنجعل مقولة إن "الفشل ببساطة هو فرصة جديدة لكي نبدأ من جديد ولكن بذكاء أكثر"، وحتى لا تكون معنوياتنا مهزوزة عند أي تعثر لنا، فلنكن أقوياء بالله سبحانه وتعالى ثم بإرادتنا وقوتنا، بأن نغتنم الفرص ولا نضيعها، فيستفيد منها المنافس لنا ويخطفها ويطير بها.
هناك كتاب باسم "الشخصية"، ذكر فيه المؤلف شخصيات نجحت في عالم الأعمال بقوتهم، وأصبحوا من أهم رجال الأعمال في العالم، منهم "برانسون" رجل الأعمال البريطاني، الذي أسس مجموعة فيرجين غروب، التي تضم أكثر من 360 شركة، و"ستيف جوبز" رجل الأعمال الأمريكي المعروف وصاحب شركة أبل وغيرهم من المشاهير، قال عنهم مؤلف الكتاب "كيف حققوا هذا النجاح الباهر؟ لأنهم يعرفون من هم، فهم يفهمون نقاط قوتهم وضعفهم، ولم يكن أي منهم متعدد المواهب أو كاملها في كل الطرق، لكنهم سعوا وراء الأنشطة التي تتماشى مع مهاراتهم الشخصية، لقد تفهم هؤلاء الأشخاص شخصياتهم الفريدة من نوعها، ومن ثم جعل كل منهم شخصيته تعمل لصالحه، وهذا هو سر النجاح لدى كثير من الشخصيات التي نجحت في مجال الأعمال أو الاختراع، فكلما تعرفت على شخصيتك وقدراتك الخاصة وعملت على صقلها، تمكنت من تحديد طريقك نحو النجاح، بمعنى أن تبتعد عن العمل الذي لا يلائمك أو لا يتوافق مع قدراتك، لأنك حتماً ستفشل فيما سوف تقوم به من عمل، فالعمل في التخصص يختصر عليك وقتاً كبيراً في الذهاب إلى تحقيق الهدف.
يقال عن الرئيس الأمريكي الجديد ورجل الأعمال المعروف دونالد ترامب: إنه فشل في كثير من مشاريعه التجارية، ولكنه لم ييأس، بل واصل سعيه لتحقيق طموحاته، فأصبح يملك ثروة تقدر بأربعة مليارات ونصف المليار دولار، فقد اشترى شركة طيران عام 1988م إلا أنه خسر فيها وأغلقها عام 1992م، وأنشأ عام 1989م لعبة خاصة على خطى لعبة "مونوبولي"، إلا أنه لم يقبل على شرائها إلا عدد قليل ولم تنجح فتوقف عن إنتاجها، وفي عام 2007م قرر افتتاح مطاعم خاصة تقدم جميع أنواع اللحوم المختلفة إلا أن هذا المشروع فشل كباقي المشاريع الأخرى، وقام بفتح جامعة وتأسيس شركة مياه تحمل اسمه إلا أنها جميعاً فشلت، ولم يكن ذلك الفشل محطماً لآمال ترامب بل زاده إصراراً على تحقيق حلمه، وأصبح من أثرياء أمريكا، ثم وصل إلى أن يكون رئيس أكبر دولة في العالم بعدما كان الرهان متجهاً إلى هيلاري كيلنتون، وتجارب ترامب تُعرض كدروس في أغلب الجهات المالية خاصة "البنوك" ليتعرف كثير من الناس على عدم اليأس والانكسار في بداياتهم وليواصلوا تحقيق أهدافهم.
ولدينا نماذج كثيرة وجميلة لأناس عصاميين وصلوا إلى القمة بعد محاولات كثيرة وبعد جهد كبير، ولم يثنهم السقوط والفشل عن تحقيق مرادهم، فأصبحوا أنموذجاً رائعاً وقدوة للشباب الراغبين في الدخول في ريادة الأعمال، وأخص منهم الشيخ "سليمان الراجحي" رجل الأعمال المعروف، وغيره من رجال الأعمال الذين نجحوا في الوصول إلى هدفهم وتحقيق مرادهم.
أضف تعليقك