وثّقت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، تصاعُد الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الانقلاب العسكري في الشرقية بحق المعتقلين بسجن الزقازيق وذويهم، خلال الزيارة التي لا تتعدى مدتها أصابع اليدين من الدقائق، بعد ساعات من الانتظار فى حرارة الشمس، مرورًا بالتفتيش المهين.
وذكرت التنسيقية - عبر صفحتها على فيس بوك اليوم الخميس- أنها وصلتها شكوى من والدة أحد المعتقلين تكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون داخل محبسهم الذى يفتقر لأدنى معايير سلامة وصحة الإنسان، مرورًا بمعاناة الأهالي أثناء الزيارة من قِبل أفراد وضباط الأمن.
وقالت والدة المعتقل «شفت كمية قهر وذل عمري ماشفتها»، وأوضحت أن حجز الزيارة يبدأ من الفجر وينتهي في السابعة صباحا، وبعد 3 ساعات أخرى تبدأ إجراءات التفتيش بعد أكثر من 4 ساعات من الانتظار على الرصيف؛ لعدم وجود أماكن للاستراحة، والوقوف في طابور طويل عقب إعلان أسماء المسموح لهم بالزيارة، للدخول للتفتيش على السير الكهربائي.
وتابعت: "عقب تمرير محتويات الزيارة على السير الكهربائي، تبدأ مرحلة التفتيش الذاتي من قِبل سيدتين داخل حجرة ضيقة، لافتة إلى أن طريقة التفتيش غير آدمية، وتصل إلى مرحلة التحرش".
لم تنتهِ مرحلة التفتيش بعد، توضح والدة المعتقل أن أفراد الأمن يبدءون في تفتيش محتويات الزيارة من أطعمة بأيديهم، بطريقة غير آدمية، بعدها يبدأ في تحديد كمية لا تتعدى ٤ ملاعق أرز، و٤ ملاعق خضار وربع فرخة فقط لا غير، داخل كيس بلاستيك، بالإضافة إلى ٣ خيارات و٣ حبات من الطماطم والليمون، ونصف كيلو من التفاح أو الموز فقط.
وأرجعت والدة المعتقل السبب في تحديد كميات قليلة للأطعمة للمعتقلين إلى إجبار الأهالي على شراء الأكل من كانتين السجن، مستنكرة: «افرض أنا معنديش مقدرة إني أجيب بونات بـ٥٠٠ /٦٠٠ جنيه كل ١٥ يوما؛ لأن كل حاجة في الكانتين بأسعار غالية جدا، وإذا كان عجبك وكمان في ناس عندها أكتر من معتقل في سجون مختلفة زيي أنا كده.. كل واحد في سجن غير التاني.. فبالتالي المصاريف أكتر».
وعن الملابس المسموح بدخولها للمعتقلين، أوضحت أن إدارة السجن لا تسمح بدخول أي شيء سوى غيارين من الملابس الداخلية.
وعقب تجاوز تلك المراحل من التعامل المهين من قِبل إدارة سجن الزقازيق، ينتظر الأهالي رؤية ذويهم المعتقلين التي لا تتجاوز 10 دقائق، لا يتمكنوا خلالها من الاطمئنان على أبنائهم ومعرفة أحوالهم، وهو ما يبرز بشكل جلى تحول الزيارة لرحلة عذاب بالنسبة لأهالي المعتقلين.
ولا تتوقف الانتهاكات داخل سجن الزقازيق العمومى في التعامل المهين مع أهالي النزلاء، إنما تتعدى للمحبوسين داخله، حيث يتم حبس 10 أفراد داخل غرفة صغيرة 2×2 م، تخلو من دورة مياه لقضاء الحاجة.
وينتظر معتقلو سجن الزقازيق العمومى ساعات الصباح كل يوم للتمكن من دخول دورات المياه التي لا يسمح لهم بدخولها سوى نصف ساعة يوميًا، ما يعرضهم لكثير من الأمراض حيث يضطر بعضهم إلى قضاء حاجته داخل الزنزانة في أكياس بلاستيكية.
أضف تعليقك