• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات وفي الثامن من يوليو 2013، انطلقت رصاصات الغدر من عصابة الانقلاب العسكري على مجموعة من الأبرياء الأحرار الذين خرجوا من أجل الحرية والعدالة وهم يؤدون صلاة الفجر في جماعة أمام مبنى نادي الحرس الجمهوري، فراح المئات ضحايا هذه الجريمة النكراء.

 

5 سنوات مرت على “المذبحة” التي خلفت وفق تقديرات المستشفى الميداني قرابة 112 شهيدًا بينهم 8 شهيدات و4 أطفال، ونحو 1000 مصاب.

 

كان الآلاف من المصريين يتظاهرون دفاعا عن مصر الديمقراطية، يزحفون من ميدان رابعة العدوية إلى مبنى دار الحرس الجمهوري، حتى فوجئ المصلون في الركعة الثانية من فجر اليوم العاشر لاعتصامهم برابعة، والثالث من وقفتهم أمام “النادي” في 8 يوليو، بالرصاص الحي المباشر، يبتر ويفتت الأطراف ويفجر الرؤوس ويشق البطون والأكتاف.

في حين أكد شهود عيان أن الفرقة 51 مظلات هي التي قتلت المصلين المعتصمين، ومارسوا عنفا غير مسبوق مع من تبقى.

بينما قال شهود عيان آخرون إنهم فوجئوا بوابل من الرصاص الحى وقنابل الغاز تنهمر عليهم من الحرس الجمهورى، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، منهم أطفال.

وقد أدانت المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، مذبحة الحرس الجمهوري، مطالبين بفتح تحقيق سريع، إلا أن شيئا لم يكن ولن يكون في ظل انقلاب متكامل الأركان حتى على ميزان العدالة العرجاء.

هيومن رايتس ووتش، اتهمت انذاك الجيش المصري باستخدام قوة مميتة ومفرطة لتفريق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو.

ورغم مطالبة المنظمة بإجراء تحقيق محايد يتولاه القضاء المدني وبمحاسبة المسئولين، إلا أنها أثبتت في تقريرها أن “الجيش المصري له سجل في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين ولم يتم التحقيق مع عسكري واحد في مجزرة الحرس الجمهورى”.

جريمة نكراء

وأضافت أن العديد من الضحايا أصيبوا بالرصاص في الرأس وفي الصدر، وأن تعامل السلطات المصرية مع مجزرة النصب التذكاري “بالاستهانة الإجرامية بالحياة البشرية”، وأن الرواية التي رواها المتحدث العسكري عن “المجزرة” غير صحيحة، وأنه العسكر فشل في إثبات رواية “مجزرة الفجر” والدلائل أكدت أن الجيش قتل المتظاهرين وهم يصلون.

تبعتها منظمة العفو الدولية، فى تقرير صدر بعد المجزرة، أن “مجزرة الحرس قام بها الجيش وليس المعتصمون العزل، كما أكدت أنها جمعت أدلة على استخدام قوات الأمن المصرية القوة، وطالبت “كاثرين اشتون”، منسق الاتحاد الأوروبي بوضع حد للعنف في مصروإجراء تحقيق سريع في المجزرة”.

كما أعربت 15 منظمة حقوقية مصرية انذاك عن استنكارها الشديد، وأسفها العميق، للاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الجيش والأمن، والذي استهدف المعتصمين من أنصار الرئيس مرسي أمام دار الحرس الجمهوري، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 51 شخصًا، وإصابة أكثر من 400 آخرين، حسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة.

فى المقابل، كانت، وسائل إعلام الانقلاب ترسل بيانا كاذبا بالقبض على 200 إرهابى حاولوا مهاجمة مقر الحرس الجمهورى.. إنه تضليل إعلامى!”.

كما اهتمت كبرى الصحف العالمية برصد اللحظات الأخيرة للشهيد الزميل المصور “أحمد عاصم” بجريدة الحرية والعدالة، وقيامه بتوثيق عملية قنص المعتصمين من قبل قوات الجيش في مجزرة صلاة الفجر أمام دار الحرس الجمهوري.

بدروه، قال الدكتور أحمد تهامى، الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن مجزرة الحرس الجمهورى جاءت مؤشرا على بداية تغير العقيدة العسكرية للجيش وفضحت انحيازه السياسى كما فضحت القضاء الذى لم يحقق حتى اليوم فى هذه المجزرة.

وأضاف في تصريحات صحفية له: جاءت مجزرة الحرس الجمهوري مؤشرًا بارزًا على تغير في العقيدة العسكرية للجيش التى كانت تتجنب توجيه السلاح مباشرة نحو أبناء الشعب المصري باعتباره فقط لمواجهة العدو الخارجي.

المكافأة

وعقب المجزرة، وبعد مرور عدة أعوام، كافأ قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسى، قائد الحرس الجمهورى اللواء محمد أحمد زكي، بترقيته إلى رتبة فريق، بعد دوره في الانقلاب العسكري وترك قصر الاتحادية في عهد الرئس مرسي للمتآمرين باقتحام القصر وإحداث الفوضى، ثم الشهادة في حق الرئيس مرسي بأنه أعطى أوامر بفض اعتصام الاتحادية ولو بالرصاص.

وشغل الفريق محمد زكي، منصب قائد وحدات المظلات في عصر طنطاوي، ثم انتدب للعمل كقائد لوحدات الحرس الجمهوري في عصر الرئيس محمد مرسي، ويتولى اللواء زكى حماية كل القصور الرئاسية، ومراكز القيادة ومطارات الرئاسة.

وانحاز زكي للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، كما أنه أدلى بشهادته فيما بعد أمام النيابة بأن قوات الحرس الجمهوري رفضت تنفيذ أوامر قتل المتظاهرين، في الوقت الذي كان يشرف هو شخصيا على خلع باب القصر بالونش الذي استأجره المتظاهرون.

وعلق الإعلامي معتز مطر على قرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بترقية اللواء أركان حرب محمد أحمد زكي قائد الحرس الجمهوري الذي خان الرئيس محمد مرسي إلى رتبة لواء.

وقال مطر خلال برنامجه مع معتز على قناة الشرق، “لما رئيس الجمهورية يرقي قائد الحرس من لواء لفريق يبقى غريق وتبقى الدنيا نار ومابيثقش حتى في انتصار!”.

أضف تعليقك